الجمعة، 28 نوفمبر 2014

وفاة الشاعر اللبناني : سعيد عقل عن مئة وسنتين

سعيد بن حيدرة : 



توفي الشاعر اللبناني سعيد عقل صباح الجمعة عن مائة وسنتين ، على ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وقالت الوكالة " غيب الموت الشاعر والاديب الكبير سعيد عقل" أحد أبرز الوجوه الشعرية والادبية في لبنان والعالم العربي .
وشعر سعيد عقل مفعم بالرمزية وقصائده خالية من التفجع . كما يتسم شعره بالفرح ويخلو من البكاء. وهو قال يوما “ في شعري شيء من الرمزية لكن شعري أكبر من ذلك ، يضم كل أنواع الشعر في العالم ، هؤلاء الذين يصدقون أنهم رواد مدرسة من المدارس ليسوا شعراء كبارا ، الشعراء الكبار هم الذين يجعلون كل أنواع الشعر تصفق لهم ".
كان عقل شاعراً يؤمن بسلطان العقل وهو وصل بالقصيدة العمودية الكلاسيكية الى أعلى المراتب.
غنى سعيد عقل بالوطن وتغنى بالمرأة بنبل وبعذوبة ولم يكن غزله مبتذلا.
كان من انصار “ القومية اللبنانية ” ويدافع بقوة عن “ الخاصية اللبنانية ” ويدعو إلى استخدام اللغة العامية اللبنانية معتبرا أن المستقبل هو لهذه اللغة. وقد أثارت مواقفه هذه جدلا كبيرا.
ولد سعيد عقل في زحلة في 4 يوليو/تموز 1912 وتلقى تعليمه الأول في مدرسة "المريميين"، وكان يرغب في التخصص بالهندسة، لكن شاء القدر أن يتعرض والده لخسارة مالية فادحة أجبرته على ترك المدرسة والعمل لمساعدة أسرته.
انتقل سعيد عقل إلى بيروت للإقامة الدائمة فيها ، خاصة بعدما بات يكتب في الصحافة المحلية ، كما تابع تحصيله العلمي في مدرسة الآداب العليا ومدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة وفي الجامعة اللبنانية، ومن ثم انتقل إلى مرحلة التدريس فألقى محاضرات في تاريخ الفكر اللبناني في جامعة الروح القدس ، كما ألقى دروسا لاهوتية في معهد اللاهوت في مار أنطونيوس الأشرفية.
أبدع الشاعر الراحل أعمالا أدبية بين الشعر والمسرح ، منها المأساة الشعرية " بنت يفتاح " التي يصفها النقاد بأنها أولى مسرحيات لبنان الكلاسيكية ونالت جائزة " الجامعة الأدبية " في ثلاثينات القرن الماضي. وكتب عقل قصيدة " فخر الدين " الطويلة التي رفعته إلى مستوى أعلى في الشعر.
تبلورت لدى سعيد عقل أفكار حول لبنان وعدم انتمائه إلى الأمة العربية ، وهو ما عبر عنه في أكثر من تصريح وعمل أدبي ، منها مسرحية " قدموس " في عام 1944 ، فبات عقل يحمل ويروج لفكرة القومية اللبنانية ، كما كتب في عام 1960 " لبنان إن حكى" ، يسرد من خلاله " أمجاد لبنان بأسلوب قصصي بين التاريخ والأسطورة ".
بالإضافة إلى إبداعاته الأدبية كتب سعيد عقل قصيدة الأغنية ، تغنى فيها بالحب وبالجمال ، وغنت له السيدة فيروز العديد من قصائده التي عبر بها عن حبه لدمشق واعتزازه بها، ويذكر من هذه القصائد "سائليني" و"يا شام عاد الصيف" و"شام يا ذا السيف" و "غنيت مكة".

يعد سعيد عقل شاهدا على التاريخ اللبناني المعاصر ابتداء من سقوط الدولة العثمانية وخضوع لبنان للانتداب الفرنسي واستقلاله، بالإضافة إلى المراحل العصيبة التي عصفت بلبنان، سيما الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي، الذي كان له موقف خاص إزاءه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...