سعيد بن حيدرة :
شعراء
في وجداننا
(1)زهير بن أبي سلمى
صالح بحرق
نشأته وحياته :
نشأ زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رباح المزني في أقارب أبيه من بني غطفان
، ولزم بشامة بن الغدير خال أبيه وكان رجلاً مقعداً عقيماً حكيماً ، قد اشتهر بسداد
الرأي ، وجودة الشعر ووفرة المال ، فاغترف من شعره وتأثر بعلمه وحكمه، وظهر ذلك جليا فيما رصع به شعره من درر الحكمة
.
ولما مشى الحارث بن عوف ، وهرم بن سنان المريان بالصلح بين عبس وذبيان وأطفآ
نار الحرب باحتمالهما ديات القتلى عن الحيين ، وقد بلغت ثلاثة آلاف بعير ، استفزته
هذه الأريحية ، فمدحهما بمعلقته . ثم تابع مدحه لهرم بن سنان وأطنب في ذلك حتى اقسم
هرم ألا يمدحه زهير ولا يسأله ولا يسلم عليه الا أعطاه عبدا أو وليدة أو فرسا .
فاستحيا زهير من كثرة ما كان يقبل منه ، وأصبح اذا رآه في الملأ من الناس
قال عموا صباحاً إلا هرماً ، وخيركم استثنيت . فقال عمر بن الخطاب لبعض أولاد هرم :
أنشدني بعض مدائح زهير في أبيك ، فانشده. فقال عمر : إنه كان ليحسن فيكم القول .فقال
: والله ونحن كنا نحسن له العطاء. فقال عمر : قد ذهب ما اعطيتموه وبقى ما أعطاكم .
وكان زهير على جدته رحب الأناة راجح الحصاة سديد الرأي شديد الورع مؤثراً
للسلم مؤمنا بالله واليوم الآخر. يشهد بذلك قوله في معلقته :
فلا تكتمن الله ما
في صدوركم
|
ليخفى ومهما يكتم
الله يعلم
|
|
يؤخر فيوضع في كتاب
فيدخر
|
ليوم حساب أو يعجل
فينقم
|
وقد عمر زهير حتى نيف
على المائة كما يؤخذ من قوله :
بدا
لي أني عشت تسعين حجة تباعا وعشرا
عشتها وثمانيا
وتوفي قبل الهجرة بإحدى
عشرة سنة وقد أسلم ولداه كعب وبجير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق