الأحد، 30 نوفمبر 2014

شعراء في وجداننا (1) زهير بن أبي سلمى .. كتبه : صالح بحرق

سعيد بن حيدرة :

شعراء في وجداننا
(1)زهير بن أبي سلمى
صالح بحرق
نشأته وحياته :
نشأ زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رباح المزني في أقارب أبيه من بني غطفان ، ولزم بشامة بن الغدير خال أبيه وكان رجلاً مقعداً عقيماً حكيماً ، قد اشتهر بسداد الرأي ، وجودة الشعر ووفرة المال ، فاغترف من شعره وتأثر بعلمه  وحكمه، وظهر ذلك جليا فيما رصع به شعره من درر الحكمة .
ولما مشى الحارث بن عوف ، وهرم بن سنان المريان بالصلح بين عبس وذبيان وأطفآ نار الحرب باحتمالهما ديات القتلى عن الحيين ، وقد بلغت ثلاثة آلاف بعير ، استفزته هذه الأريحية ، فمدحهما بمعلقته . ثم تابع مدحه لهرم بن سنان وأطنب في ذلك حتى اقسم هرم ألا يمدحه زهير ولا يسأله ولا يسلم عليه الا أعطاه عبدا أو وليدة أو فرسا .
فاستحيا زهير من كثرة ما كان يقبل منه ، وأصبح اذا رآه في الملأ من الناس قال عموا صباحاً إلا هرماً ، وخيركم استثنيت . فقال عمر بن الخطاب لبعض أولاد هرم : أنشدني بعض مدائح زهير في أبيك ، فانشده. فقال عمر : إنه كان ليحسن فيكم القول .فقال : والله ونحن كنا نحسن له العطاء. فقال عمر : قد ذهب ما اعطيتموه وبقى ما أعطاكم .
وكان زهير على جدته رحب الأناة راجح الحصاة سديد الرأي شديد الورع مؤثراً للسلم مؤمنا بالله واليوم الآخر. يشهد بذلك قوله في معلقته :
فلا تكتمن الله ما في صدوركم

ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر

ليوم حساب أو يعجل فينقم

وقد عمر زهير حتى نيف على المائة كما يؤخذ من قوله :
بدا لي أني عشت تسعين حجة           تباعا وعشرا عشتها وثمانيا
وتوفي قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة وقد أسلم ولداه كعب وبجير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...