السبت، 15 نوفمبر 2014

نافع بن جبير يرفض أوامر الحجاج ، ويرد عليه بشدة

سعيد بن حيدرة :


بعض المواقف محرجة جداً ، كأن تكلف بأمر فيه خطر سواء في الدنيا أو الآخرة ، فإن قبلت ارتكبت في نفسك حماقة تلحقك دنيا وآخرة ، وإن رفضت أمنت من مسبتها ، ولكن لم تأمن من غضب المسؤول الذي كلفت من قبله .
فارفض فلك في نافع بن جبير أسوة :
قال الحجاج بن يوسف لنافع بن جبير: اضرب عنق هذا لرجل كأن بين يديه . فقال : ، أن يدي طبقة . قال : فاخرج عنا ، فخرج فاتبعه رسول بمائتي دينار فقال : يقول لك الأمير استعن بهذا في سفرك.
قال الأصمعي يقال : يد طَبقِةٌ : إذا كانت لاصقة بالجيب لا تبطش .
فمن هو نافع بن جبير ؟
نافع بن جبير ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي ، الفقيه ، الإمام، الحجة، أبو محمد ، وقيل : أبو عبد الله القرشي النوفلي المدني ، أخو محمد بن جبير .
قال ابن حبان : كان من خيار الناس ، كان يحج ماشيا وناقته تُقاد ، وكان يخضب بالوسِمة .
وقال ابن المبارك : كان نافع بن جبير يُعَدُّ من فصحاء قريش ، هو وعمر بن عبد العزيز ، وسليمان بن عبد الملك .
قيل : قدم نافع بن جبير على الحجاج ، فقال الحجاج : قتلت ابن الزبير ، وعبد الله بن صفوان ، وابن مطيع ، ووددت أني كنت قتلت ابن عمر .
فقال له : ما أراد الله بك خيرٌ مما أردت لنفسك . قال : صدقت .
فلما خرج قال له عنبسة بن سعيد : لا خير لك في المقام عند هذا ; قال : جئت للغزو . ثم ودع الحجاج ، وسار نحو الدَّيْلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...