سعيد بن حيدرة :
فقال له : ما أراد الله بك خيرٌ مما أردت لنفسك . قال : صدقت .
فلما خرج قال له عنبسة بن سعيد : لا خير لك في المقام عند هذا ; قال : جئت للغزو . ثم ودع الحجاج ، وسار نحو الدَّيْلم .
بعض المواقف محرجة
جداً ، كأن تكلف بأمر فيه خطر سواء في الدنيا أو الآخرة ، فإن قبلت ارتكبت في نفسك
حماقة تلحقك دنيا وآخرة ، وإن رفضت أمنت من مسبتها ، ولكن لم تأمن من غضب المسؤول
الذي كلفت من قبله .
فارفض فلك في نافع
بن جبير أسوة :
قال الحجاج بن يوسف
لنافع بن جبير: اضرب عنق هذا لرجل كأن بين يديه . فقال : ، أن يدي طبقة . قال : فاخرج
عنا ، فخرج فاتبعه رسول بمائتي دينار فقال : يقول لك الأمير استعن بهذا في سفرك.
قال الأصمعي يقال :
يد طَبقِةٌ : إذا كانت لاصقة بالجيب لا تبطش .
فمن هو نافع بن
جبير ؟
نافع بن جبير ابن مطعم
بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي ، الفقيه ، الإمام، الحجة، أبو محمد ، وقيل : أبو
عبد الله القرشي النوفلي المدني ، أخو محمد بن جبير .
قال ابن حبان : كان
من خيار الناس ، كان يحج ماشيا وناقته تُقاد ، وكان يخضب بالوسِمة .
وقال ابن المبارك :
كان نافع بن جبير يُعَدُّ من فصحاء قريش ، هو وعمر بن عبد العزيز ، وسليمان بن عبد
الملك .
قيل : قدم نافع بن جبير
على الحجاج ، فقال الحجاج : قتلت ابن الزبير ، وعبد الله بن صفوان ، وابن مطيع ، ووددت
أني كنت قتلت ابن عمر . فقال له : ما أراد الله بك خيرٌ مما أردت لنفسك . قال : صدقت .
فلما خرج قال له عنبسة بن سعيد : لا خير لك في المقام عند هذا ; قال : جئت للغزو . ثم ودع الحجاج ، وسار نحو الدَّيْلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق