الجمعة، 4 نوفمبر 2016

كلمة : ويل معنى واشتقاقاً وإعراباً

وَالْوَيْلُ لَفْظٌ دَالٌّ عَلَى الشَّرِّ أَوِ الْهَلَاكِ وَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ فِعْلٌ مِنْ لَفْظِهِ فَلِذَلِكَ قِيلَ هُوَ اسْمُ مَصْدَرٍ ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي : هُوَ مَصْدَرٌ امْتَنَعَ الْعَرَبُ مِنَ اسْتِعْمَالِ فِعْلِهِ لِأَنَّهُ لَو صرّف لوُجُوب اعْتِلَالُ فَائِهِ وَعَيْنِهِ بِأَنْ يَجْتَمِعَ فِيهِ إِعْلَالَانِ أَيْ فَيكون ثقيلا ، والويلة : الْبَلِيَّةُ . وَهِيَ مُؤَنَّثُ الْوَيْلِ قَالَ تَعَالَى : يَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنا [الْكَهْف: 49] وَقَالَ امْرِئ الْقَيْسِ:
فَقَالَتْ لَكَ الْوَيْلَاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
وَيُسْتَعْمَلُ الْوَيْلُ بِدُونِ حَرْفِ نِدَاءٍ كَمَا فِي الْآيَةِ وَيُسْتَعْمَلُ بِحَرْفِ النِّدَاءِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: قالُوا يَا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ [الْأَنْبِيَاء: 14] كَمَا يُقَالُ يَا حَسْرَتَا.
فَأَمَّا مَوْقِعُهُ مِنَ الْإِعْرَابِ فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يُضَفْ أُعْرِبَ إِعْرَابَ الْأَسْمَاءِ الْمُبْتَدَأِ بِهَا وَأُخْبِرَ عَنْهُ بِلَامِ الْجَرِّ كَمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَقَوْلُهُ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [المطففين: 1] قَالَ الْجَوْهَرِيُّ : وَيُنْصَبُ فَيُقَالُ : وَيْلًا لِزَيْدٍ وَجَعَلَ سِيبَوَيْهِ ذَلِكَ قَبِيحًا وَأَوْجَبَ إِذَا ابْتُدِئَ بِهِ أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا ، وَأَمَّا إِذَا أُضِيفَ فَإِنَّهُ يُضَافُ إِلَى الضَّمِيرِ غَالِبًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ [الْقَصَص: 80] وَقَوْلِهِ : وَيْلَكَ آمِنْ [ الْأَحْقَاف : 17] فَيَكُونُ مَنْصُوبًا وَقَدْ يُضَافُ إِلَى الِاسْمِ الظَّاهِرِ فَيُعْرَبُ إِعْرَابَ غَيْرِ الْمُضَافِ كَقَوْلِ النَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَصِيرٍ: « وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ » .
وَلَمَّا أَشْبَهَ فِي إِعْرَابِهِ الْمَصَادِرَ الْآتِيَةَ بَدَلًا مِنْ أَفْعَالِهَا نَصْبًا وَرَفْعًا مِثْلَ : حَمْدًا لِلَّهِ وَصَبْرٌ جَمِيلٌ كَمَا تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: الْحَمْدُ لِلَّهِ [الْفَاتِحَة: 2] قَالَ أَكْثَرُ أَئِمَّةِ الْعَرَبِيَّةِ : إِنَّهُ مَصْدَرٌ أُمِيتَ فِعْلُهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ اسْمٌ وَجَعَلَ نَصْبَهُ فِي حَالَةِ الْإِضَافَةِ نَصْبًا عَلَى النِّدَاءِ بِحَذْفِ حَرْفِ النِّدَاءِ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ فَأَصْلُ وَيْلَهُ يَا وَيْلَهُ بِدَلِيلِ ظُهُورِ حَرْفِ النِّدَاءِ مَعَهُ فِي كَلَامِهِمْ . وَرُبَّمَا جَعَلُوهُ كَالْمَنْدُوبِ فَقَالُوا : وَيْلَاهُ وَقَدْ أَعْرَبَهُ الزَّجَّاجُ كَذَلِكَ فِي سُورَةِ طه.
وَمِنْهُمْ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ إِذَا نُصِبَ فَعَلَى تَقْدِيرِ فِعْلٍ ، قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً [ طه : 61 ] فِي طه يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ أَلْزَمَكُمُ اللَّهُ وَيْلًا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ إِنَّ ( وَيْلٌ ) كَلِمَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ وَيْ بِمَعْنَى الْحُزْنِ وَمِنْ مَجْرُورٍ بِاللَّامِ الْمَكْسُورَةِ فَلَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُ اللَّامِ مَعَ وَيْ صَيَّرُوهُمَا حَرْفًا وَاحِدًا فَاخْتَارُوا فَتْحَ اللَّامِ كَمَا قَالُوا يَالَ ضَبَّةَ فَفَتَحُوا اللَّامَ وَهِيَ فِي الْأَصْلِ مَكْسُورَةٌ. وَهُوَ يُسْتَعْمَلُ دُعَاءً وَتَعَجُّبًا وَزَجْرًا مِثْلَ قَوْلِهِمْ : لَا أَبَ لَكَ ، وَثَكِلَتْكَ أُمُّكَ.
التحرير والتنوير لابن عاشور

1/ 576

الأحد، 18 سبتمبر 2016

من الألغاز النحوية : أينَ تلبسُ الذكرانُ براقع النسوان؟

وكقوله : وأينَ تلبسُ الذكرانُ براقع النسوان ، وتبرُز رباتُ الحِجال بعمائم الرجال.
وجوابه :

باب العدد من الثلاثة إلى العشرة تثبت التاء فيه في المذكر وتحذف في المؤنث.

كرم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

يروى أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ورد على يزيد بن معاوية ، فقال له : كم كان أمير المؤمنين يعطيك ؟
قال : كان رحمه الله يعطيني ألف ألف . فقال يزيد : قد زدناك لترحمك عليه ألف ألف . قال : بأبي أنت ، وأمي .
قال : ولهذه ألف ألف . قال : أما أني لا أقولها لأحد بعدك . قال : ولهذه ألف ألف.
قال: ما يمنعني من الأطناب في وصفك إلا الإشفاق عليك من جودك. قال : ولهذه ألف ألف. وحمل المال معه ، فقيل ليزيد : فرَّغت بيت مال المسلمين على رجلٍ واحدٍ. قال: إنما دفعته إلى أهل المدينة أجمعين .
ثمّ وكل به من يعرفه خبره من حيث لا يعلم ، فلما دخل المدينة فرق المال فيها حتى أحتاج بعد شهرٍ الى القرض.
من كتاب : نور القبس

المؤلف: أبو المحاسن يوسف بن أحمد بن محمود اليغموري (المتوفى: 673هـ)

السبت، 17 سبتمبر 2016

إحصاءات في القرآن الكريم

يقول الدكتور فاضل السامرائي :
لقد تبين أنه لم توضع الألفاظ عبثاً ولا من غير حساب، بل هي موضوعة وضعاً دقيقاً بحساب دقيق دقيق .
لقد تبين :
أن ( الدنيا ) تكررت في القرآن بقدر ( الآخرة ) فقد تكرر كُلُّ منهما 115 مرة.
وأن (الملائكة) تكررت بقدر (الشياطين) فقد تكرر كل منهما 88 مرة.
وأن (الموت) ومشتقاته تكرر بقدر (الحياة) فقد تكر كل منهما 145 مرة. وهل الموت إلا للأحياء؟
وأن (الصيف) والحر تكررا قدر لفظ (الشتاء) والبرد فقد تكرر كل منهما خمس مرات.
وأن لفظ (السيئات) ومشتقاتها تكرر بقدر لفظ (الصالحات) ومشتقهاتها فقد تكرر كل منهما 167 مرة.
وأن لفظ (الكفر) تكرر بقدر لفظ (الإيمان) فقد تكرر كل منهما 17 مرة.
وتكرر لفظ (كفراً) بقدر لفظ (إيماناً) فقد تكرر كل منهما ثماني مرات.
وأنه تكرر ذكر (إبليس) بقدر لفظ الاستعاذة فقد تكرر كل منهما 11 مرة.
وأن ذكر (الكافرين) تكرر بنفس عدد النار. وهل النار إلا للكافرين؟
وأن ذكر (الحرب) تكرر بعدد الأسرى. وهل الأسرى إلا من أوزار الحرب؟
وأن لفظ (قالوا) تكرر 332 مرة "ومن عجبٍ ن يتساوى هذا مع لفظ (قل) الذي هو أمرٌ من الله إلى خلقه، فسبحان من قال (قل) 332 مرة فكان القول 332 مرة".
وأن لفظ (الشهر) تكرر 12 مرة بعدد الشهور السنة.
وأن لفظ (اليوم) تكرر 365 يوم بعدد أيام السنة.

وأن الفظ (الأيام) تكرر 30 مرة بعدد أيام الشهر.
مقدمة أسرار البيان

مقصدية التعبير القرآني

إن التعبير القرآن تعبير فني مقصود . كل لفظة بل كل حرف فيه وُضِعَ وضعاً فنياً مقصوداً ، ولم تُراعَ في هذا الموضع الآية وحدها ولا السورة وحدها بل رُوعي في هذا الوضع التعبير القرآني كله.
فاضل السامرائي في كتابه :أسرار البيان القرآني 

الخميس، 15 سبتمبر 2016

أهمية معرفة تراجم العلماء

قال ابن الصلاح رحمه الله في كتابه : طبقات الشافعية :

وَقد روينَا عَن مُسلم بن الْحجَّاج صَاحب " الصَّحِيح " رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ : إِن أول مَا يجب على مبتغي الْعلم وطالبه أَن يعرف مَرَاتِب الْعلمَاء فِي الْعلم ، ورجحان بَعضهم على بعض ، وَلِأَن الْمعرفَة بالخواص آصرة وَنسب ، وَهِي يَوْم الْقِيَامَة وصلَة إِلَى شفاعتهم وَسبب ، وَلِأَن الْعَالم بِالنِّسْبَةِ إِلَى مقتبس علمه بِمَنْزِلَة الْوَالِد بل أفضل ، فَإِذا كَانَ جَاهِلا بِهِ فَهُوَ كالجاهل بوالده بل أضلّ ، ولعمري إِن من يسْأَل من الْفُقَهَاء عَن الْمُزنِيّ وَالْغَزالِيّ مثلا ، فَلَا يَهْتَدِي إِلَى بعد مَا بَينهمَا من الزَّمَان والمنزلة ؛ لمنسوب من الْقُصُور إِلَى مَا يسؤوه ، وَمن النَّقْص إِلَى مَا يهيضه.

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

وصية جد الأصمعي لبنيه

قال الأصمعي : 
لما حضرت جدي عليَّ بن أصمع الوفاة جمع بنيه وقال : يا بنيَّ ، عاشروا الناس معاشرة حسنة ، فإن عشتم حنوا إليكم ، وإن متم بكوا عليكم .

السبت، 10 سبتمبر 2016

معاني كلمة : الْوَحْيُ

الوحي لغة الإعلام في خفاء والوحي أيضا الكتابة والمكتوب والبعث والإلهام والأمر والإيماء والإشارة والتصويت شيئا بعد شيء .
وقيل أصله التفهيم وكل ما دللت به من كلام أو كتابة أو رسالة أو إشارة فهو وحي .

وشرعا الإعلام بالشرع وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول منه أي الموحى وهو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم

فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ/ بِاللَّهِ دلالة استخدام لفظ الله

يقول ربنا تبارك وتعالى : فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ/ بِاللَّهِ [النَّحْلِ: 98]
أمرنا ربنا تبارك وتعالى إذا أردنا الشروع في القراءة أن نستعيذ به ، بل ذكر اسمه الأعظم فما السبب ؟ وما المقصدية من استخدام هذا اللفظ بالذات ؟
هناك عدة وجوه : أحدها : أنه في قوله : فإذا قرأت القرآن فاستعذ/ بالله [النحل: 98] إنما أمر بالاستعاذة لأجل قراءة القرآن ، وهو موضع يحرص فيه الشيطان لمنع ابن آدم من تحقيقه ، فلا جرم ذكر هنا الاسم الأعظم لتحصل الهداية والتوفيق بقراءة كلام الله وآياته .
وثانيها : أن الشيطان يبالغ في محاولة منعك من العبادة أشد مبالغة في إيصال الضر إلى بدنك وروحك ، فلا جرم ذكر الاسم الأعظم لإبطال ما يحاول إيصاله .

الجمعة، 9 سبتمبر 2016

لماذا سمي الطفيلي طفيلياً ؟

قال أبو عبيدة كان رجل من بني هلال يقال له طفيل بن زلال ، فكان إذا سمع بقوم عندهم دعوة أتاهم فأكل من طعامهم ، فسمي الطفيليُّ طفيلياً به.

أهمية العقل عند العرب

قال أبو ربيعة النحوي :


كانت العرب تقول : من لم يكن عقله من أكمل ما فيه كان هلاكه بأكمل ما فيه . 
فحدثت بهذا الحديث الأصمعي فقال : هذا حسن وعندي آخر يشبهه ، كانت العرب تقول : من كانت فيه خصلة هي أكمل من عقله فبالحرى أن تكون سبب منيته. 
فحدثت بهذين الحديثين أبا عبيدة فقال : هذان حسنان وعندي آخر يشبههما ، كانت العرب تقول : من لم يكن أغلب خصال الخير عليه عقله كان في أغلب خصال الخير حتفه. 
فحدثت بهذه الأحاديث أبا دلف فقال : هذا حسنٌ كلُّه وعندي آخر يشبهها ، كانت العرب تقول : كلُّ شيءٍ إذا كثُر رخص إلا العقلُ فإنه إذا كثُر غلا.

دلالة وصف ( الساحرات ) صفة المؤنث

وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ ..( الفلق )

النفاثات في العقد : النساء الساحرات ، وإنما جيء بصفة المؤنث لأن الغالب عند العرب أن يتعاطى السحر النساء لأن نساءهم لا شغل لهن بعد تهيئة لوازم الطعام والماء والنظافة ، فلذلك يكثر انكبابهن على مثل هذه السفاسف من السحر والتكهن ونحو ذلك ، فالأوهام الباطلة تتفشى بينهن .

الخميس، 8 سبتمبر 2016

من عادة العرب في تسمية الشهوروالأيام

جرت عادة العرب بأن يقولوا في شهر المحرم : شهر الله .
وفي شهر رجب : شهر رجب الفرد ، أو الأصم ، أو الأصب .
وفي شعبان : المُكرم .
 وفي رمضان : رمضان المعظم .
 وفي شوال : شوال المبارك .
ويؤرخوا أول شوال بعيد الفطر .
وثامن الحجة : بيوم التروية .
 وتاسعه : بيوم عرفة .
وعاشره بعيد النحر.
 وتاسع المحرم بيوم تاسوعاء .
 وعاشره بيوم عاشوراء .

فلا يحتاجون أن يذكروا الشهر ، ولكن لا بد من ذكر السنة.

كيف يؤرخ العرب ؟

قاعدة التاريخ عند أهل العربية أن يؤرخوا بالليالي دون الأيام ؛ لأن الهلال إنما يُرى ليلاً.

حوار بين لغوي وفقيه

قال أبو حنيفة ليونس : يا أبا عبد الرحمن ، علمت أن الرمان ليس من الفاكهة ؟ قال : لم ؟ قال : لقول الله عز وجل : ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) .

فقال يونس : فجبريل وميكائيل إذا ليسا من الملائكة لقوله تعالى : ( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل ) . قال : فكيف ذاك ؟ قال : إن الله عز وجل إذا خص الشيء بالفضل أدخله في الجملة ثم أبانه بالاستثناء وأفرد ذكره.

مقصدية قوله تعالى : أصحاب الفيل

ذكر الرازي في كتابه مفاتيح الغيب مقصدية استخدام لفظ أصحاب ، ولم يستخدم لفظ ملاك في سورة الفيل فقال ضمن أسئلته :
السؤال السادس : لم قال : بأصحاب الفيل ولم يقل : أرباب الفيل أو ملاك الفيل؟
الجواب : لأن الصاحب يكون من الجنس ، فقوله : بأصحاب الفيل يدل على أن أولئك الأقوام كانوا من جنس الفيل في البهيمية وعدم الفهم والعقل ، بل فيه دقيقة وهي : أنه إذا حصلت المصاحبة بين شخصين فيقال : للأدون إنه صاحب الأعلى ، ولا يقال للأعلى إنه صاحب الأدون ، ولذلك يقال : لمن صحب الرسول عليه السلام : إنهم الصحابة .
 فقوله : بأصحاب الفيل يدل على أن أولئك الأقوام كانوا أقل حال وأدون منزلة من الفيل ، وهو المراد من قوله تعالى : بل هم أضل [الأعراف: 179] .

ومما يؤكد ذلك أنهم كلما وجهوا الفيل إلى جهة الكعبة كان يتحول عنه ويفر عنه ، كأنه كان يقول : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عزمي حميد فلا أتركه «1» وهم ما كانوا يتركون تلك العزيمة الردية فدل ذلك على أن الفيل كان أحسن حالا منهم.

الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

موت الفرزدق على جرير

وقال أبو عمرو : حضرت الفرزدق وهو يجود بنفسه في سنة عشر ومائة ، وقدم جرير من اليمامة ، فاجتمع إليه الناس ، فما أنشدهم ، ولا وجدوه كما عهدوه ، فقلت له في ذلك ، فقال : أطفأ موت الفرزدق والله جمرتي وأسال عبرتي وقرب مني منيتي .

ثم شخص إلى اليمامة ، فنعي لنا في شهر رمضان من تلك السنة .

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

تأنيب الأب دواء حلو

تأنيب الأب دواء حلو ، فائدته تتجاوز مرارته .
عبارة أعجبتني ، ولكنني حين وقفت أتأملها تذكرت قصة الرجل الذي يخاف من الدجاجة ، وملخصها : أن رجلاً كان يخاف من الدجاجة خوفاً عجيباً ، حتى وصل به الحال إلى استشارة طبيب نفسي ، وبعد جلسات متعددة استطاع الطبيب أن يقنعه بأن الدجاجة من الضعف بحيث لا تستطيع دفع الضر عن نفسها فكيف بها أن تضر الآخرين ؟
واقتنع المريض بذلك منطقياً ، ولكن في نهاية الجلسة العلاجية قال المريض : أنا مقتنع تماما بما تقول ، ولكن من سيقنع الدجاجة ؟
فهذه العبارة جميلة ومنطقية جداً ، فالأب لا ينصح ، ولا يعاتب عتاباً قد إلى التأنيب إلا عن إشفاق ، ونظر لمصلحة ابنه ، وأعترف بأنه قد يكون قاسياً ليدفع خطراً لا يرى ، وإنما علمته التجارب عواقب أفعال تصدر من قبل الأبناء يحاول منع أبنائه من التأثر بأضرارها .

والأب محق في خوفه ، ولكن من يقنع الابن بأن ما يقوله أبوه صواب ؟   

واو الثمانية

قال الحريري رحمه الله :
وَمن خَصَائِص لُغَة الْعَرَب إِلْحَاق الْوَاو فِي الثَّامِن من الْعدَد ، كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآن : { التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بِالْمَعْرُوفِ والناهون عَن الْمُنكر} ، وكما قَالَ سُبْحَانَهُ : {سيقولون ثَلَاثَة رابعهم كلبهم وَيَقُولُونَ خَمْسَة سادسهم كلبهم رجماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَة وثامنهم كلبهم} .
وَمن ذَلِك أَنه جلّ اسْمه لما ذكر أَبْوَاب جَهَنَّم ذكرهَا بِغَيْر وَاو ، لِأَنَّهَا سَبْعَة ، فَقَالَ : { حَتَّى إِذا جاؤوها فتحت أَبْوَابهَا } ، وَلما ذكر أَبْوَاب الْجنَّة ألحق بهَا الْوَاو لكَونهَا ثَمَانِيَة ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : { حَتَّى إِذا جاؤوها وَفتحت أَبْوَابهَا } ، وَتسَمى هَذِه الْوَاو وَاو الثَّمَانِية.
وَمِمَّا يَنْتَظِم أَيْضا فِي إقحام الْوَاو مَا حَكَاهُ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج ، قَالَ : سَأَلت أَبَا الْعَبَّاس الْمبرد عَن الْعلَّة فِي ظُهُور الْوَاو فِي قَوْلنَا : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك.
فَقَالَ : إِنِّي قد سَأَلت أَبَا عُثْمَان الْمَازِني عَمَّا سَأَلتنِي عَنهُ ، فَقَالَ: الْمَعْنى سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك سبحتك.

درة الغواص صفحة : 31

لماذا قدم الجنة على الأنس في قوله : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)


قدم الجنة على الناس هنا ؛ لأنهم أصل الوسواس بخلاف تقديم الإنس على الجن في قوله تعالى : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن [الأنعام: 112] لأن خبثاء الناس أشد مخالطة للأنبياء من الشياطين ، لأن الله عصم أنبياءه من تسلط الشياطين على نفوسهم قال تعالى : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين [الحجر: 42] فإن الله أراد إبلاغ وحيه لأنبيائه فزكى نفوسهم من خبث وسوسة الشياطين ، ولم يعصمهم من لحاق ضر الناس بهم والكيد لهم لضعف خطره ، قال تعالى :

وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين [الأنفال: 30] ولكنه ضمن لرسله النجاة من كل ما يقطع إبلاغ الرسالة إلى أن يتم مراد الله.

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

قال رسول الله : يهل أهل المدينة فما المراد بالإهلال ؟

ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ، ويهل أهل الشام من الجحفة ، ويهل أهل نجد من قرن )
ما المراد بالإهلال ؟
1.    هذه مواقيت وقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم تعد حدوداً شرعية توقيفية موروثة عن الشارع لا يحل لأحد تغييرها أو التعدي فيها ، أو تجاوزها بدون إحرام لمن أراد الحج والعمرة ، فإن هذا من تعدي حدود الله وقد قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة: الآية229) . ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث ابن عمر رضي الله عنهما : (يهل أهل المدينة، ويهل أهل الشام ، ويهل أهل نجد) وهذا خبر بمعنى الأمر.

2.    الإهلال : رفع الصوت بالتلبية ، ولا يكون إلا بعد عقد الإحرام . فالإحرام من هذه المواقيت واجب على من أراد الحج أو العمرة إذا مر بها أو حاذاها سواء أتى من طريق البر أو البحر أو الجو.

إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ : ما نوع اللام وما دلالتها ؟

قال تعالى : ( إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا )
ما نوع اللام وما دلالتها ؟
واللام للابتداء وفيها تأكيد لتحقيق مضمون الجملة .
وافتتاح المقول بلام الابتداء المفيدة للتوكيد لقصد تحقيق الخبر . والمراد : توكيد لازم الخبر إذ لم يكن فيهم من يشك في أن يوسف - عليه السلام - وأخاه أحب إلى أبيهم من بقيتهم ولكنهم لم يكونوا سواء في الحسد لهما والغيرة من تفضيل أبيهم إياهما على بقيتهم ، فأراد بعضهم إقناع بعض بذلك ليجتمعوا على الكيد ليوسف - عليه السلام - وأخيه .

وقيل : اللام فيه جواب القسم تقديره : والله ليوسف .

الأحد، 4 سبتمبر 2016

علم ولقب : صريع الغواني

اسمه : مسلم بن الوليد الأنصاري .
سبب التسمية
 وإنما سمي بذلك لأن الرشيد ، رحمه الله تعالى ، إستنشده قصيدته :
أديرا عليَّ الكأسَ لا تشربا قبلي
فأنشده ، فلما بلغ حيث يقول:
هلِ العيشَ إلا أنْ تروحَ مع الصبا ... وتغدو صريعَ الكأسِ والأعينِ النجلِ
فقال الرشيد : سموه صريع الغواني .


الجمعة، 2 سبتمبر 2016

فائدة لا أدري

قالت الحكماء : لو سكت من لا يدري استراح الناس . وقالوا : بكثرة - لا أدري - يقل الخطأ . وقال بعض الأوائل : لقد حسنت عندي - لا أدري - حتى أردت أقولها فيما أدري .
وقال بعض الشعراء:
سأَقَضْيِ بحَقٍّ يَتْبَعُ الناسُ نَهْجَهُ ... وينفَعُ أهلَ الجهلِ عند ذَوِي الخُبْرِ

إذا كنت لا تدري ولم تَسَلِ الذي ... تُرَى أنَّه يدْرِي ، فكيف إِذَنْ تَدْرِي؟

علم ولقب : المرعث بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع . إمام الشعراء المولدين . ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية.
ولد أعمى ، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين .
سبب لقبه المرعث :
وقيل له المرعث لقوله:
                         منْ لظبيٍ مرعثٍ ... ساحرِ الطرفِ والنظرْ
                        قال لي: لستَ بنائلي ... قلتُ: أو يغلبُ القدرْ
وقيل : سمي بالمرعث لأنه ولد وهو مشقوق طرف الأذن ، فقالوا : ولد مرعثاً ، أي لم يحتج إلى أن تثقب أذنه.
 كان غزير الشعر، سمح القريحة ، كثير الافتنان ، قليل التكلف ، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا . قال أئمة الأدب: " إنه لم يكن في زمن بشار بالبصرة غزل ولا مغنية ولا نائحة إلا يروي من شعر بشار فيما هو بصدده." وقال الجاحظ: "وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه." اتهم في آخر حياته بالزندقة. فضرب بالسياط حتى مات.

كان دميم الخلقة ، أعمى ، طويلا ، ضخم الجسم ، عظيم الوجه ، جاحظ العينين ، قد تغشاهما لحم أحمر ، فكان قبيح العمى ، مجدور الوجه. ضرب به المثل لقباحة عينه ، فقالوا : " كعين بشار بن برد".

الخميس، 1 سبتمبر 2016

الفلسطيني «حسام».. يجمع القمح فناً ويرسم سنابله لوحة

متابعة صحيفة النبأ :
لم تُنجب فلسطين الشاعر الراحل محمود درويش وحده ليتغنى بالقمح وسنابله في دواوينه الشعرية ، بل كانت ولاَّدة لآخرين تفننوا بخيرات الأرض فأبدعوا صُنعاً ، مثلما فعل حسام عدوان ابن قطاع غزة الذي حوَّل سنابل القمح إلى لوحات فنية.
فـ(درويش) ابن قرية البروة شمالي فلسطين ، أبدع بالقمح شعراً ، فقال في إحدى قصائده « إنّا نحبّ الورد لكنّا نحبّ القمح أكثر.. ونحبّ عطر الورد لكن السنابل منه أطهر.. اقبض على عنق السنابل مثلما عانقت خنجر»، أما عدوان، فنسج من عيدان سنابله (القش) لوحات تلمع ذهباً في فن من نوع مختلف، لكنه يجسد للفنان نفسه قضية.
داخل منزله الكائن بمدينة رفح جنوبي القطاع ، يتخذ عدوان من إحدى غرفه مرسماً للوحاته التي زينت جدران المكان.
على منضدة صغيرة بدأ يرص عيدان سنابل القمح داخل أحرف كلمات آية قرآنية، خطّها بيده على ورقة كرتونية بيضاء، سريعاً ما تحولت إلى لوحة ذهبية أنيقة.
وللوهلة الأولى تبدو اللوحة وكأنها صُنعت داخل ماكينات حديثة، لكن ما أن تقترب منها وتتمعن فيها، تكتشف احترافية أنامل الإنسان في صف وترتيب أعواد السنابل في أبهى حلتها.
ساعات طويلة يقضيها حسام متنقلاً بين لوحاته المرصوصة بقش القمح، منها ما هي آيات قرآنية كُتبت بالخط العربي، أو مجسمات متنوعة من الطبيعة، وشخصيات مشهورة.
لا يأبه حسام للإرهاق الذي يعتريه خلال تلك الساعات ، كيف لا وهو الذي بدأ يعشق هذا الفن منذ الصغر كما يقول: «تجربتي بالرسم بالقش بدأت منذ سِنٍ مبكرة، أنتجت لوحات قليلة وبإطار محدود، لكن الآن أصنع كل شيء يروق لي».
ويرى الرسام الفلسطيني أن هذا النوع من الفن «شيء جديد يرغبه الجميع لما فيه من إبراز الجانب الإبداعي والجمالي»، مشيراً إلى أنه أيضاً «فن نادر ومن الصعب إيجاد شخص يتقنه بالشكل الصحيح المتقن».
كما أن «الرسم بقش القمح ليس سهلاً، ويحتاج إلى مجهود كبير وممارسة مستمرة، وسنوات طويلة من الخبرة لإتقانه».
وللوقوف على طريقته في هذا الفن يأتي حسام بورق ويرسم عليه ما يجول في خاطره بقلم رصاص، ثم يضع عيدان القش المخمرة بالماء سابقاً على الخطوط المرسومة على لوحته، ويبدأ بالقص بشكل دقيق مستخدماً المقص والشفرة الحادة، من ثم يضع الغراء اللاصق على الورقة، وبعد ذلك يثبت قشة القمح، مع إمكانية تلوين حسب الرغبة.
وعلى قدر الحماس الذي يظهره الرسام من خلال محاولته توفير حاضنة لكل موهوب ليخوض فكرته في هذا المجال، كما يقول، إلا أنه يشتكي من إهمال كبير من الجهات الرسمية بحق كل الفنانين، رغم أنه يرى أن الفن يمثل «قدراً كبيراً في التعبير عن القضية الفلسطينية».

ويضيف «كل سنبلة من القمح أقطفها من حدود غزة تجسد قضيتي»، لاسيما وأنه «لايتوفر لي الحصول على القش إلا في يوم حصاد المزارعين للقمح من على الحدود (مع (إسرائيل)، وهو اليوم الذي يوافق 30 من مايو من كل عام».

سورتا الفلق والناس



هما حرز ورقية من الأدواء والأوجاع والسحر والحسد والوسوسة وغيرها ؛ لذا قال عليه الصلاة والسلام : (ما سأل سائل بمثلهما ، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما) .

الأربعاء، 31 أغسطس 2016

وزارة التربية الوطنية الجزائرية تقسم عمال التربية إلى فئتين : شاقة وخفيفة

جريدة النهار : 
قررت وزارة التربية الوطنية الجزائرية تصنيف أساتذة الطورين المتوسط والثانوي ، ضمن أصحاب المهن الشاقة ، حيث سيكون من حقهم الاستفادة من التقاعد المسبق وعديد الامتيازات ، مع إقصاء أساتذة التعليم الابتدائي وكذا جميع إداريي قطاع التربية . وحسب المعلومات المتوفرة لدى النهار، فإن أساتذة الطورين المتوسط والثانوي سيستفيدون من تصنيف «الأعمال الشاقة»، فيما سيتم إقصاء أساتذة الطور الابتدائي من هذا التصنيف.
هذا وقد أثار قرار وزارة التربية الوطنية ، القاضي بتقسيم عمال التربية إلى فئتين ، فئة تنتمي إلى «الأعمال الشاقة» وأخرى تنتمي إلى «الأعمال الخفيفة»، سخطا كبيرا لدى نقابات التربية، باعتبار أن الإداريين والأساتذة ينتمون إلى قطاع واحد وكل واحد فيهم يؤدي رسالة نبيلة وشاقة طيلة مشواره.
وفي هذا الصدد، أكد الإداريون المنضوون تحت نقابات « ساتاف » ، أن ما تقوم به وزارة التربية الوطنية ، يعتبر خرقا للقانون ووجب تطبيق التقاعد المسبق على جميع عمال التربية من دون استثناء. 

علم ولقب : البعيث


اسمه خداش بن لبيد . كنيته : أبو مالك .
خطيب من فحول الشعراء في العصر الأموي ، سنة ولادته وسنة وفاته مجهولتان . أمه أصبهانية تدعى وردة .
سبب التسمية :
وإنما سمي البعيث لقوله :
تبعثَ مني ما تبعثَ بعدما ... أمرتْ قواي ، واستمرَّ عزيمي
أي: أبصرت عزمي ، فمضيت على ما أعزم عليه . لأنه إنما قال الشعر وقد أسن ، وحنّكته التجارب.
هو أحد من هاجوا جريراً من الشعراء ، وكلاهما من قبيلة تميم ، إلا أن البعيث من بني مجاشع وجرير من بني كليب بن يربوع، فحينما وقع التهاجي بين جرير وغسّان السّليطي اليربوعي دخل البعيث بينهما، وكانت بينه وبين بني سَليط صلة رحم ، فانتصر لغسّان وفضّل رهطه على رهط جرير، وقال شعراً يعرّض فيه بجرير وقومه ، فلما بلغت مقالته جريراً غضب وسارع إلى هجائه بأبيات تهدّده فيها وعيّره بأمّه الأصبهانية ، فلمّا بلغت الأبيات البعيث نقضها بأبيات على وزنها
وقافيتها فخر فيها بقومه بني مجاشع وبوقائعهم في الجاهلية والإسلام .
واستطار الهجاء بينهما ، وكان في هذا الهجاء إفحاش في اللفظ وهتك للعورات ، وقد قال البعيث
في هجاء جرير شعراً مقذعاً من نحو قوله:
ألستَ كُليبيّاً إذا سِيم خَطّةً   ***  أقرّ كإقرار الحليلة للبَعْلِ
وكلُّ كُلَيبيّ صحيفةُ وجهه   ***  أذلُّ لأقدام الرِّجال من النَّعلِ
ولكنَّ جريراً كان أطول باعاً منه في الهجاء وسرعان ما ظهر تفوقه عليه.
كان البعيث من فحول شعراء العصر الأموي وإن لم يكن ندّاً لجرير والفرزدق ، وقد وصفه ابن سلاّم بقوله : « كان البعيث شاعراً فاخر

الكلام، حُرَّ اللفظ » ، وجعله في الطبقة الثانية من شعراء الإسلام ، على أنه لم يصل من شعره إلا القليل، وجُلّه في الهجاء وأعقب أولاداً منهم مالك وبكر.

لطائف آية : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا

قال تعالى : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ( الأحقاف 15)
البر بالوالدين أجلى مظهرا في هذه الأمة منه في غيرها وكان من بركات أهلها بحيث لم يبلغ بر الوالدين مبلغا في أمة مبلغه في المسلمين.
1- المراد بالإنسان الجنس ، أي وصينا الناس وهو مراد به خصوص الناس الذين جاءتهم الرسل بوصايا الله .
2- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف إحسانا. وقرأ الجمهور: حُسْنًا، بضم الحاء وإسكان السين وعلي ، والسلمي ، وعيسى : بفتحهما.
3- النصب على القراءتين إما بنزع الخافض . وقيل : ضمن ووصينا معنى ألزمنا ، فيتعدى لاثنين ، فانتصب حسنا وإحسانا على المفعول الثاني لوصينا. وقيل: التقدير : إيصاء ذا حسن ، أو ذا إحسان . ويجوز أن يكون حسنا بمعنى إحسان ، فيكون مفعولا له ، أي ووصيناه بهما لإحساننا إليهما ، فيكون الإحسان من الله تعالى .
وقيل: النصب على المصدر على تضمين وصينا معنى أحسنا بالوصية للإنسان بوالديه إحسانا. وقال ابن عطية :ونصب هذا يعني إحسانا على المصدر الصريح والمفعول الثاني في المجرور والباء متعلقة بوصينا ، أو بقوله: إحسانا. انتهى.

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

يجب أن تكون شريفاً لماذا؟

كن شريفا أمينا ، لا لأن الناس يستحقون الشرف والأمانة ، بل لأنك أنت لا تستحق الضعة والخيانة .
العقاد 

ترويح القلوب مطلوب مرغوب


قال علي بن أبي طالب : روحوا القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان . وقال أيضاً : إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فالتمسوا لها من الحكمة طرفاً.
وعن أسامة بن زيد قال : روحوا القلوب تعي الذكر.
وعن الحسن قال: إن هذه القلوب تحيا وتموت فإذا حييت فاحملوها على النافلة ، وإذا ماتت فاحملوها على الفريضة.
وعن الزهري ، قال : كان رجل يجالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثهم ، فإذا كثروا وثقل عليهم الحديث ، قال : " إن الأذن مجاجة ، وإن القلوب حمضة ، فهاتوا من أشعاركم وأحاديثكم ".

وقال أبو الدرداء : إني لأستجم نفسي ببعض الباطل كراهية أن أحمل عليها من الحق ما يكلها.

أجملوا في الطلب الرزق مقسوم

يروى عن عمر بن عبد العزيز أنه قال : أجملوا في الطلب ، فلو أن رزق أحدكم في عرعرة جبل ، أو حضيض أرض ، لأتاه قبل أن يموت.

العرعرة : رأس الجبل.

أبو تمام يحبب الإغتراب

لله در أبي تمام ، لقد حبب الاغتراب ، بجودة لفظ ، وحسن معنى ، واستواء كلام قال :

ولكـنـنــي لـمْ أحـو وفـراً مجـمـعـاً
فــَفـُزْتُ بــــهِ إلاَّ بـشَــمـْلٍ مُــبَدَّدِ
ولـمْ تعـطني الأيــامُ نوماً مسكنـــاً
أَلَـــــذُّ بـــــهِ إلاَّ بـنــَوْمٍ مُـــشَــرَّدِ
وطولُ مقامِ المرءِ في الحي مخلقُ
لـديـباجتــيـهِ فـاغـتـــربَ تـتـجـددِ
فإنـي رأيْتُ الشَّمسَ زيـدتْ مَحَبَّــة
إلى النَّاس أَن ليْسَتْ عليهمْ بِسرْمَدِ

نموذج إعراب :(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ ..

قال تعالى :(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) :
معاني الكلمات :
والحج فيه لغتان - فتح الحاء وكسرها - ولم يقرأ في جميع مواقعه في القرآن - بكسر الحاء - إلا في هذه الآية : قرأ حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم ، وأبو جعفر - بكسر الحاء - .
الواو
استئنافية ، حرف لا محل لها من الإعراب . والجملة مستأنفة مسوقة لفرض الحج
لِلَّهِ
اللام حرف جرف ، ولفظ الجلالة اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ؛ لأنه اسم مفرد . والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .
وعلى الناس
على حرف جر ، والناس اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والجار والمجرور متعلقان بما تعلق به الخبر «لله».
حج
مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .وهو مضاف والبيت مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة .
من
اسم موصول مبني على السكون في محل جر بدل من الناس بدل بعض من كل أو اشتمال والضمير محذوف أي منهم .
وأعربها بعض النحويين فاعلا ب «حج» ؛ لأنه مصدر يعمل عمل فعله ، والمصدر مضاف إلى مفعوله. ورد النحويون عليه بأنه يجب على الناس أن يحج مستطيعهم ، وذلك باطل. وأجاب التاج السبكي عن ابن السيد فقال : ولا مانع من أن يكون في الحج شيئان : فرض كفاية على كل الناس أن يحج مستطيعهم فإن لم يحج أثم الخلق كلهم ، وفرض عين على المستطيع . ولا حاجة إلى كل هذا التكلف ، والاخذ والرد. وذلك بإعراب « من » بدلا من الناس .
هذا وقد أعرب الكسائي «من» شرطية في محل رفع مبتدأ وجوابها محذوف والتقدير: من استطاع فليحج أو فعليه أن يباشر الحج بنفسه.
استطاع
فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر يعود على من . والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
إليه
حرف جر ، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر . والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لسبيلا فلما تقدمت عليه أعربت حالا
سبيلاً
مفعول به ، منصوب وعلامة نصبة الفتحة الظاهرة .



الاثنين، 29 أغسطس 2016

الاستعمالات الصحيحة والخطأ لكلمة : أزف

قال الحريري في كتابه : درة الغواص في أوهام الخواص :
وَيَقُولُونَ أزف وَقت الصَّلَاة إشارة إِلَى تضايقه ومشارفة تصرمه.
فيحرفونه فِي مَوْضِعه ، ويعكسون حَقِيقَة الْمَعْنى فِي وَضعه ، لِأَن الْعَرَب تَقول : أزف الشَّيْء بِمَعْنى دنا واقترب ، لَا بِمَعْنى حضر وَوَقع ، يدل على ذَلِك أَن سُبْحَانَهُ سمى السَّاعَة آزفة وَهِي منتظرة لَا حَاضِرَة ، وَقَالَ عز وَجل فِيهَا : { أزفت الآزفة } ، أَي دنا ميقاتها وَقرب أوانها ، كَمَا صرح جلّ اسْمه بِهَذَا الْمَعْنى فِي قَوْله سُبْحَانَهُ : { اقْتَرَبت السَّاعَة} ، وَالْمرَاد بِذكر اقترابها التَّنْبِيه على أَن مَا مضى من أمد الدُّنْيَا أَضْعَاف مَا بَقِي مِنْهُ ، ليتعظ أولو الْأَلْبَاب بِهِ.
وَمِمَّا يدل أَيْضا على أَن أزف بِمَعْنى اقْترب ، قَول النَّابِغَة :
                  أزف الترحل غير أَن رِكَابنَا
                                                 لما تزل برحالنا وَكَأن قد)
فتصريحه بِأَن الركاب مَا زَالَت ، يشْهد بِأَن معنى قَوْله : أزف ، أَي اقْترب ، إِذْ لَو كَانَ قد وَقع لَسَارَتْ الركاب.

                                      درة الغواص للحريري صفحة ( 14 ) 

بكة ومكة أسماء وفضائل

قال تعالى :  
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ... ( آل عمران 97 )
هذا كلام مستأنف مسوق للدلالة على أن أول مسجد وضع للناس هو المسجد الحرام ثم بيت المقدس وأول من بناه إبراهيم عليه السلام . قال الواحدي، عن مجاهد : تفاخر المسلمون واليهود ، فقالت اليهود : بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة وقال المسلمون : بل الكعبة أفضل ، فأنزل الله هذه الآية.
وهو واقع موقع التعليل للأمر في قوله : فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا [ آل عمران: 95 ] لأن هذا البيت المنوه بشأنه كان مقاما لإبراهيم ففضائل هذا البيت تحقق فضيلة شرع بانيه في متعارف الناس ، فهذا الاستدلال خطابي ، وهو أيضا إخبار بفضيلة الكعبة ، وحرمتها - فيما مضى من الزمان -.
وبيان وجه التعليل أن هذا البيت لما كان أول بيت وضع للهدى وإعلان توحيد الله ليكون علما مشهودا بالحس على معنى الوحدانية ونفي الإشراك ، فقد كان جامعا لدلائل الحنيفية ، فإذا ثبت له شرف الأولية ودوام الحرمة على ممر العصور ، دون غيره من الهياكل الدينية التي نشأت بعده .
و(بكة) لغة في مكة ، وقيل : إنما هو - بإبدال الميم باء - في كلمات كثيرة عدت من المترادف : مثل لازب في لازم ، وأربد وأرمد أي في لون الرماد وسميت مكة لأنها قليلة الماء تقول العرب : ملك الفصيل ضرع أمه وأمكه إذا امتص ما فيه من اللبن. وفي القاموس ما يدل على أنها سميت بذلك لأنها تمك الذنوب أي تمحوها وتزيلها. أما بكة فقد سميت بذلك لأنها تبك أعناق الجبابرة ، أي تذلهم وتهلكهم . وقيل : من بكه إذا زحمه ، سميت بذلك لازدحام الناس فيها.

هذا وقد ذكروا لمكة أسماء كثيرة منها مكة وبكة والبيت العتيق والبيت الحرام والبلد الأمين والمأمون وأم رحيم وأم القرى وصلاح والعرش والقادس لأنها تطهر من الذنوب والمقدسة والناسة بالنون وبالباء أيضا والحاطمة والرأس وكوثاء والبلدة والبنية والكعبة.

الأحد، 28 أغسطس 2016

المكواة : علم ولقب

المكواة
لقب لأحد الأعلام واسمه عبد الله بن خالد بن حجبة بن عمرو.
سبب اللقب :
وإنما سمي المكواة لكثرة ذكره الكي في شعره ، ولقوله :
ومثلكَ قد عللتُ بكأسِ غيظٍ ... وأصيدَ قد كويتُ على الجبينِ
ولقوله :

لجيمٌ وتيم الله عزي وناصري ... وقيسٌ بها أكوي النواظرَ من صدِّ

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...