الأحد، 30 نوفمبر 2014

موازنة بين حواريي عيسى عليه السّلام - وحواريي محمد - صلى الله عليه وسلم

سعيد بن حيدرة

إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ : يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ؟
هذه الآية تصور الحوار الذي دار بين عيسى عليه السلام ، وبين حواريه ، ولقد أعجبني كلام لسيد قطب رحمه الله في ظلاله فنقلته كما هو :
ويكشف لنا هذا الحوار عن طبيعة قوم عيسى .. المستخلصين منهم وهم الحواريون ..  فإذا بينهم وبين أصحاب رسولنا - صلى الله عليه وسلم- فرق بعيد ..
إنهم الحواريون الذين ألهمهم الله الإيمان به وبرسوله عيسى . فآمنوا. وأشهدوا عيسى على إسلامهم .. ومع هذا فهم بعد ما رأوا من معجزات عيسى ما رأوا ، يطلبون خارقة جديدة . تطمئن بها نفوسهم . ويعلمون منها أنه صدقهم . ويشهدون بها له لمن وراءهم.
فأما أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -  فلم يطلبوا منه خارقة واحدة بعد إسلامهم .. لقد آمنت قلوبهم واطمأنت منذ أن خالطتها بشاشة الإيمان. ولقد صدقوا رسولهم فلم يعودوا يطلبون على صدقه بعد ذلك البرهان.
ولقد شهدوا له بلا معجزة إلا هذا القرآن.
هذا هو الفارق الكبير بين حواريي عيسى عليه السّلام - وحواريي محمد - صلى الله عليه وسلم - ذلك مستوى ، وهذا مستوى .. وهؤلاء مسلمون وأولئك مسلمون .. وهؤلاء مقبولون عند الله وهؤلاء مقبولون.. ولكن تبقى المستويات متباعدة كما أرادها الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...