الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

قصة : عقاب للقاص صالح بحرق

سعيد بن حيدرة :
هذه قصة قصيرة كتبها الكاتب والقاص التربوي : صالح بحرق ، وهو موجه ورئيس المنطقة التوجيهية بمديرية الديس الشرقية ، وفكرتها الظاهرة تربوي ، قرأتها وأعجبني طرحها لهذه القضية التي تتشظى من نفوس كثير منا ، وتطفح من اللاوعي . 
عقاب
القاص : صالح بحرق

                                                                                 

كانت فكرة العقاب تدور في بالها كثيرا.. كانت تعي مصدرها.. ولكنها تسكت.. تشعر أن العقاب يمدها بتعويض ما.. يجتث ما  بداخلها من طفولة مضطهدة .
حين تلتقي بالطالبات تصرخ لأي ما سبب.. وفي كل مرة يعيد إليها العقاب اتزانا تفتقده .. في ذلك اليوم .. تناولت الطبشور.. وكتبت بارتجاف موضوع الدرس.. أحكمت إزار قميصها ووضعت الحقيبة عن كاهلها وهي تستقبل حفاوة قادمة من سنين مضت...
ولأول مرة تلتقي عيناها في عيون الطالبات.. كان هناك ثمة ذعر يتوسط أحداقهن.. ثمة رهبة .. ثمة توجس ولم تستطع أن تكمل التمهيد الافتتاحي للدرس.. قالت بكلمات مقتضبة : موضوعنا اليوم عن الرفق
وانتابتها غصة.. وانفجرت في داخلها حمم الحرمان والتشظي . تذكرت يداً ما تهوي عليها .. تذكرت أشلاء لحظات بكاء وندم.. وخلعت رداءها القديم وواجهت الطالبات تغيرت مفردات اللغة تغير المشهد اليومي .. رمت بتلك الغلظة وبدأ حديث الرفق ينساب في حجرات الفصل.. يصل إلى فجوات منسية بين الصفوف ..  لكنها عندما أوشكت على الانتهاء بكت بكاء مكتوما .. وهي تودع العقاب إلى غير ما رجعة وتجد ذاتها من جديد في

 حدقات خالية من الذعر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...