سعيد بن حيدرة :
« وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا
بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا : ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا
أَوْ بَدِّلْهُ » :
قرأت كلاماً أعجبني لسيد قطب رحمه الله في تفسير هذه الآية فأحببت أن أنقله كما هو :
وهو طلب عجيب لا يصدر
عن جد ، إنما يصدر عن عبث وهزل وعن جهل كذلك بوظيفة هذا القرآن وجدية تنزيله. وهو طلب
لا يطلبه إلا الذين لا يظنون أنهم سيلقون الله ! إن هذا القرآن دستور حياة شامل ، منسق
بحيث يفي بمطالب هذه البشرية في حياتها الفردية والجماعية ، ويهديها إلى طريق الكمال
في حياة الأرض بقدر ما تطيق ، ثم إلى الحياة الأخرى في نهاية المطاف . ومن يدرك القرآن
على حقيقته لا يخطر له أن يطلب سواه ، أو يطلب تبديل بعض أجزائه.
وأغلب الظن أن أولئك
الذين لا يتوقعون لقاء الله كانوا يحسبون المسألة مسألة مهارة ، ويأخذونها مأخذ المباريات
في أسواق العرب في الجاهلية . فما على محمد أن يقبل التحدي ويؤلف قرآناً آخر ، أو يؤلف
جزءاً مكان جزء ؟! « قُلْ : ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي. إِنْ
أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ. إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ
عَظِيمٍ» ..
إنها ليست لعبة لاعب
ولا مهارة شاعر . إنما هو الدستور الشامل الصادر من مدبر الكون كله ، وخالق الإنسان وهو
أعلم بما يصلحه . فما يكون للرسول أن يبدله من تلقاء نفسه . وإن هو إلا مبلغ متبع للوحي
الذي يأتيه . وكل تبديل فيه معصية وراءها عذاب يوم عظيم.
سبحان الله ..
ردحذفانظر للرد من الله عز وجل: « قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي. إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ. إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ» .
قال الزمخشري: (فأمر بأن يجيب عن التبديل ، لأنه داخل تحت قدرة الإنسان ، وهو أن يضع مكان آية عذاب آية رحمة مما أنزل ، وأن يسقط ذكر الآلهة . وأما الإتيان بقرآن آخر ، فغير مقدور عليه للإنسان) .
شكرًا أستاذ سعيد على هذه االفتة، وبارك الله فيك.
شكراً لك أستاذ يحيى بافضل على قراءتك ، وتعليقك .
ردحذف