الخميس، 13 نوفمبر 2014

مسيلمة الكذاب ( رحمان اليمامة ) حياة من الدجل

سعيد بن حيدرة :
سورة الضفدع :
( يا ضفدع بنت ضفدعين ، نقي ما تنقين ، نصفك في الماء ونصفك في الطين ، لا الماء تكدرين ، ولا الشراب تمنعين )
سورة الطاحنات :
( والطاحنات طحنا ، والعاجنات عجنا , والخابزات خبزا , والثاردات ثردا , واللاقمات لقما , إهالة وسمنا .. لقد فضلتم على أهل الوبر ، وما سبقكم أهل المدر .. ريفكم فامنعوه ، والمقبر فآووه ، والباغي فناوئوه ).
سورة الشاة :
( والشاة وألبانها ، وأعجبها السود وألبانها ، والشاة السوداء ، واللبن الأبيض ، انه لعجب محض ، وقد حرم المدق فما لكم لا تمعجون ) .
بهذه الكلمات الغبية اعتقد ذلك الكذاب أن النبوة رداء يمكن أن يلبسه أي فرد ، فحاول ارتداءه ، بل تجاوز طوره ، فوصف نفسه بصفات الألوهية ، فسمى نفسه رحمان اليمامة فألبسه لباس الكذب ، فلا يذكر إلا به ، فيقال : مسيلمة الكذاب . فمن هو مسيلمة الكذاب هذا ؟
اسمه :
يقال أن اسمه مسلمة ، وإنما يقولون : مسيلمة تصغيرا وتحقيراً له ، فهو مسيلمة بن حبيب ، وقيل بن ثمامة المُلقَّب بـ مسيلمة الكذَّاب ، ولد باليمامة في وسط الجزيرة العربية ولا يعرف تاريخ ميلاده على وجه الدقة ، لكن بعض المصادر ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ) تشير إلى أنه ولد قبل عام الفيل بوقت طويل ، بل إن بعضها يشير إلى أنه ولد قبل مولد عبد الله بن عبدالمطلب والد النبي محمد.
حياته :
عاش مسيلمة في كنف الكنيسة منذ طفولته ، وكان يعلق صليباً من الفضة في عنقه ، توفيت والدته وهو في سن الخامسة عشرة ؛ فذهب إلى " القدس " 601 ميلادية ، ومكث فيها عامين وكان يتردد على كنائسها ، وهناك تعلم اللغة اللاتينية.
هناك سمع مسيلمة أخباراً عن قرب بعثة نبي أخبر عنه عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فوقرت في نفسه ، وظل يمني نفسه أن يكون هو النبي المنتظر.
عام 603 ميلادية عاد مسيلمة إلى جزيرة العرب ولكنه لم يستقر في اليمامة بل ذهب إلى عمان وهناك عمل بحارا في السفن التجارية بين عمان والهند.
عام 608 ميلادية تزوج مسيلمة من هاجر بنت سعد من بني تميم وأنجب منها ثلاثة ذكور فقط هم : حبيب وشرحبيل وثمامة.
عرف عن مسيلمة في تلك الفترة (608 - 611 ميلادية) تدخين القنب الهندي وقد تعلمه في بلاد الهند.
عام 628 ميلادية عاد مسيلمة إلى اليمامة لكنها اختلفت عما كانت عليه ، لأن عددا من نصارى بني حنيفة دخلوا في الدين الإسلامي ، بما في ذلك الأمير ثمامة بن آثال الحنفي الذي كان مسيحيا واعتنق الإسلام .
في اليمامة عاد مسيلمة للعمل في الكنيسة (628 ميلادية) وبدأ القديسين يشتكون له من دخول أهل اليمامة في الإسلام.
عام 632 ميلادية ذهب مسيلمة مرتديا صليبه مع عدد من المسلمين من بني حنيفة الذين قدموا إلى المدينة يبايعون محمداً . بايع المسلمون من بني حنيفة محمداً ، لكن مسيلمة لم يبايع معهم بل قال : « أريد أن يشركني محمد معه في النبوة كما أشرك موسى أخاه هارون » . فسمعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، فأمسك عرجوناً صغيراً من الأرض وقال لمسيلمة : والله يا مسيلمة لأن سألتني هذا العرجون ما أعطيته لك ، فخرج مسيلمة ولم يبايع الرسول عليه الصلاة و السلام ، بل بقي على النصرانية.
عاد مسيلمة إلى اليمامة وأخبر بعضاً من قومه أن محمدًا قد يشركه في النبوة معه ، وحاول مره أخرى وأرسل هذه المرة رسالة إلى الرسول محمد جاء فيها : « من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله : ألا إني أوتيت الأمر معك فلك نصف الأرض ولي نصفها ولكن قريشاً قومُ يعتدون » ، فرد عليه الرسول محمد عليه الصلاة و السلام برسالة جاء فيها : « من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، السلام على من أتبع الهدى ، أما بعد ، ﴿ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ »
بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم في يونيو 632 ميلادية ، ظهرت الكذابة سجاح التميمية في شرق نجد ، وأرادت غزو اليمامة مع جيشها من نصارى بني تميم ، فقالت لهم فيما تقوله : «عليكم باليمامة ، دفوا دفيف الحمامة ، فإنها غزوة صرامة ، لا تلحقكم بعدها ملامة »، وحين علم مسيلمة بذلك عرض عليها أن تنضم إليه في مواجهة المسلمين . تزوج مسيلمة بن حبيب من سجاح بنت الحارث في سبتمبر 632 ميلادية ، ولكن بعد 8 شهور من زواجها من مسيلمة هاجرت سجاح إلى عمان .
موته :
بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ثار مسيلمة على الخليفة أبي بكر، ولكن قواته هزمت من قبل خالد بن الوليد ، وقُتل مسيلمة من قبل وحشي بن حرب في معركة اليمامة عام 12 هـ / 633 ميلادية وكان عمره قد تعدى المئة عام بحسب ما ورد في تاريخ الخلفاء للسيوطي.
لم يصبح جميع أتباع مسيلمة مسلمين مخلصين، فبعد عشر سنين أعدم حامل رسالة مسيلمة (التي أرسلها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم) مع آخرين في الكوفة حيث اعتبروا بأنهم ما زالوا على دعوة مسيلمة .
مسيلمة يقلد الرسول في كراماته :
سمع مسيلمة الناس تتحدث عن كرامات النبي محمد صلى الله عليه وسلم  ، فأراد أن يكون له مثلها ، فقد ذكر ابن كثير في البداية أنه بصق في بئر فغاض ماؤها ، وفي أخرى فصار ماؤها أجاجاً ، وسقى بوضوئه نخلا فيبست ، وأتى بولدان يبرك عليهم فمسح على رؤوسهم فمنهم من قرع رأسه ومنهم من لثغ لسانه ، ودعا لرجل أصابه وجع في عينيه فمسحهما فعمي .

 وراجع للتوسع في حياته البداية والنهاية ، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم.

هناك تعليقان (2):

  1. يكفي ترديد ونشر الاكاذيب هذه الكلمات لا ينطق بها طفل صغير فكيف بشخص بمكانة مسلمة في قومه؟

    ردحذف
  2. وأي مكانة لرجل كذاب ، كذب على رب السماوات والأرض ؟

    ردحذف

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...