سعيد بن حيدرة :
هو الشيخ الإمام الحجة
، أمير المؤمنين في الحديث ، أبو الحسن : علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح بن بكر بن
سعد السعدي ، مولاهم البصري ، المعروف بابن المديني ، مولى عروة بن عطية السعدي كان
أبوه محدثا مشهورا لين الحديث .
و ولد بالبصرة سنة إحدى
وستين ومائة . برع في علم الحديث ، وصنف ، وجمع ، وساد الحفاظ في معرفة العلل قال أبو
حاتم الرازي عنه : كان ابن المديني علما في الناس في معرفة الحديث والعلل . وكان أحمد
بن حنبل لا يسميه ، إنما يكنيه تبجيلا له ، ما سمعت أحمد سماه قط .. ويقال : إن تصانيفه
بلغت مائتي مصنف .
قال أبو قدامة السرخسي
: سمعت عليا يقول : رأيت كأن الثريا تدلت حتى تناولتها . قال أبو قدامة : صدق الله
رؤياه ، بلغ في الحديث مبلغا لم يبلغه أحد .
من أشهر من حدث عنه
: أحمد بن حنبل ، وأبو عبد الله البخاري ، ويعد عبد الله بن محمد بن أيوب الكاتب خاتمة
من روى عنه .
كان ذكياً ولذلك
أحبه شيوخه قال سفيان : تلومني على حب علي ، والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم
مني . وكان يقول : إني لأرغب عن مجالستكم ، ولولا علي ابن المديني ما جلست .
لماذا لقب بحية
الوادي :
الذي لقبه بذلك
شيخه : سفيان بن عيينة ، قال العباس العنبري : كان سفيان يسمي علي ابن المديني حية
الوادي . وعن ابن عيينة قال : إني لأرغب عن مجالستكم ، ولولا علي ابن المديني ما جلست
. وهذا اللقب يدل مهارته ، وإتقانه لعلم الحديث .
أقوال العلماء فيه
:
قال ابن مهدي يقول
: علي ابن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخاصة بحديث
ابن عيينة .
وقال عباس العنبري
: كان يحيى القطان ربما قال : لا أحدث شهرا ولا أحدث كذا ، فحدثت أنه حدث ابن المديني
قبل انقضاء الشهر . قال : فكلمت يحيى في ذلك ، فقال : إني أستثني عليا ، ونحن نستفيد
منه أكثر مما يستفيد منا .
وقال يحيى بن معين
: علي من أروى الناس عن يحيى القطان ، أرى عنده أكثر من عشرة آلاف ، عنده عنه أكثر
من مسدد . كان يحيى يدني عليا وكان صديقه .
قال النسائي : كأن الله
خلق علي ابن المديني لهذا الشأن .
قال إبراهيم بن معقل
: سمعت البخاري يقول : ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني . وقيل للبخاري
: ما تشتهي ؟ قال : أن أقدم العراق ، وعلي ابن المديني حي ، فأجالسه .
قال أبو عبيد الآجري
: قيل لأبي داود : أحمد بن حنبل أعلم أم علي ؟ فقال : علي أعلم باختلاف الحديث من أحمد
.
قال أحمد بن يوسف البجيري
: سمعت الأعين يقول : رأيت علي ابن المديني مستلقيا ، وأحمد عن يمينه ، وابن معين عن
يساره ، وهو يملي عليهما .
من أقوال ابن
المديني :
قال علي ابن المديني
: التفقه في معاني الحديث نصف العلم ، ومعرفة الرجال نصف العلم .
قال علي ابن المديني
: تركت من حديثي مائة ألف حديث ، منها ثلاثون ألفا لعباد بن صهيب .
ومات سنة ثمان وسبعين ومائة .رحم الله ابن المديني فقد كان علماً من أعلام هذه الأمة ، خدم سنة نبيها ، وذب عنها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق