الخميس، 8 يناير 2015

علم ولقب ومناسبة : حية الوادي علي بن المديني

سعيد بن حيدرة :
هو الشيخ الإمام الحجة ، أمير المؤمنين في الحديث ، أبو الحسن : علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح بن بكر بن سعد السعدي ، مولاهم البصري ، المعروف بابن المديني ، مولى عروة بن عطية السعدي كان أبوه محدثا مشهورا لين الحديث .
و ولد بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة . برع في علم الحديث ، وصنف ، وجمع ، وساد الحفاظ في معرفة العلل قال أبو حاتم الرازي عنه : كان ابن المديني علما في الناس في معرفة الحديث والعلل . وكان أحمد بن حنبل لا يسميه ، إنما يكنيه تبجيلا له ، ما سمعت أحمد سماه قط .. ويقال : إن تصانيفه بلغت مائتي مصنف .
قال أبو قدامة السرخسي : سمعت عليا يقول : رأيت كأن الثريا تدلت حتى تناولتها . قال أبو قدامة : صدق الله رؤياه ، بلغ في الحديث مبلغا لم يبلغه أحد .
من أشهر من حدث عنه : أحمد بن حنبل ، وأبو عبد الله البخاري ، ويعد عبد الله بن محمد بن أيوب الكاتب خاتمة من روى عنه .
كان ذكياً ولذلك أحبه شيوخه قال سفيان : تلومني على حب علي ، والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني . وكان يقول : إني لأرغب عن مجالستكم ، ولولا علي ابن المديني ما جلست .
لماذا لقب بحية الوادي :
الذي لقبه بذلك شيخه : سفيان بن عيينة ، قال العباس العنبري : كان سفيان يسمي علي ابن المديني حية الوادي . وعن ابن عيينة قال : إني لأرغب عن مجالستكم ، ولولا علي ابن المديني ما جلست . وهذا اللقب يدل مهارته ، وإتقانه لعلم الحديث .
أقوال العلماء فيه :
قال ابن مهدي يقول : علي ابن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخاصة بحديث ابن عيينة .
وقال عباس العنبري : كان يحيى القطان ربما قال : لا أحدث شهرا ولا أحدث كذا ، فحدثت أنه حدث ابن المديني قبل انقضاء الشهر . قال : فكلمت يحيى في ذلك ، فقال : إني أستثني عليا ، ونحن نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا .
وقال يحيى بن معين : علي من أروى الناس عن يحيى القطان ، أرى عنده أكثر من عشرة آلاف ، عنده عنه أكثر من مسدد . كان يحيى يدني عليا وكان صديقه .
قال النسائي : كأن الله خلق علي ابن المديني لهذا الشأن .
قال إبراهيم بن معقل : سمعت البخاري يقول : ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني . وقيل للبخاري : ما تشتهي ؟ قال : أن أقدم العراق ، وعلي ابن المديني حي ، فأجالسه .
قال أبو عبيد الآجري : قيل لأبي داود : أحمد بن حنبل أعلم أم علي ؟ فقال : علي أعلم باختلاف الحديث من أحمد .
قال أحمد بن يوسف البجيري : سمعت الأعين يقول : رأيت علي ابن المديني مستلقيا ، وأحمد عن يمينه ، وابن معين عن يساره ، وهو يملي عليهما .
من أقوال ابن المديني :
قال علي ابن المديني : التفقه في معاني الحديث نصف العلم ، ومعرفة الرجال نصف العلم .
قال علي ابن المديني : تركت من حديثي مائة ألف حديث ، منها ثلاثون ألفا لعباد بن صهيب .

ومات سنة ثمان وسبعين ومائة .رحم الله ابن المديني فقد كان علماً من أعلام هذه الأمة ، خدم سنة نبيها ، وذب عنها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...