سعيد بن حيدرة :
حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ
(الزخرف) : بالضم الذهب وكمال حسن الشيء ومن
القول حسنه ومن الأرض ألوان نباتها.
(ازَّيَّنَتْ) : أصله تزينت فأدغمت التاء في
الزاي وسكنت الزاي فاجتلبت لها همزة الوصل.
وفي قوله تعالى « أخذت الأرض زخرفها » روعة
البيان القرآني ، إذ عبر بالصورة الأدبية التي تشعر بالقدرة على التصرف البياني في
التعبير ، وهذا من أهم ميزات التعبير القرآني .
والصورة في الآية استعارة مكنية إذ جعلت الأرض
في زينتها بما عليها من أصناف النبات كالعروس التي أخذت من أنواع الزينة والثياب فتزينت
بها.
معنى الآية :
الآية جزء من ذلك المثل الذي ضرب للحياة الدنيا
التي لا يملك الناس إلا متاعها ، حين يرضون بها ، ويقفون عندها ، ولا يتطلعون منها
إلى ما هو أكرم وأبقى.
فصورة الماء وهو ينزل من السماء ، وهذا هو النبات
يمتصه ويختلط به فيمرع ويزدهر. وها هي ذي الأرض كأنها عروس مجلوة تتزين لعرس وتتبرج
. وأهلها مزهوون بها ، يظنون أنها بجهدهم ازدهرت ، وبإرادتهم تزينت ، وأنهم أصحاب الأمر
فيها ، لا يغيرها عليهم مغير، ولا ينازعهم فيها منازع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق