سعيد بن حيدرة :
العلم رمز النجاح وعنوان
الفضيلة ، منزلته عالية شريفة لا يرتقي سماءه إلا الأمجاد ، ولا يركب مطيته إلا المعلون
، ولا يجني ثماره إلا الموفقون والعلم فضله عظيم ، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول
: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر:9] لا يستويان أبداً؛ .. حتى في الحيوان لا يستوي المعلَّم وغير المعلَّم،
والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جعل الكلاب نجسة ، ومعروف أنه إذا ولغ الكلب في إناء
أحدنا فإنه يغسله سبعاً إحداهن بالتراب ، وما ذلك إلا لنجاسته ؛ لكن هذا الحكم وهو
النجاسة في لعابه وريقه إذا كان غير معلم ، أما لو كان معلَّماً كان كما قال الله تبارك
وتعالى : وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا
عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ [المائدة:4].
والنصوص في فضله لا تحصى ، ولا تعد ، ومما أعجبني
في ذلك قول السري الرفاء :
كن للعـلوم مصنّفا أو جـامـعا
|
يبقى لك الذكـر الجميل مخـلـدا
|
كم من أديب ذكره بين الورى
|
غضّ وقد أودى به ذكـر الردى
|
وأرى الأديـب يهـابـه أعـداؤه
|
وتعـدّه الســـادات فيــهـم سيــدا
|
ينسـى الأواخـر والأوائل كلهم
|
إلا أخـا العلـم الذي حاز المـدى
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق