الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

النحو من أهم أدوات الإعلامي

سعيد بن حيدرة :

من أقبح الأشياء أن تجد صانع مهنة ، أو حرفة لا يتقن أدوات حرفته ، كمعلم قرآن خريج كلية متخصصة في تعليم القرآن ، ومع هذه الشهادة تجده يخطئ في قراءته ، أو كمعلم لغة يلحن في قوله ، أو إعلامي يتصدر لكتابة الأخبار أو تقديمها ، وتعد من خلفه ما شئت من سقطات تغير معنى الخبر أحياناً .
وتعلم فن الكلام ، والإحسان مطلب يجب توفره في عدد من المهن ، مثل : التدريس ، الإعلام ، الوعظ ، الخطب بأنواعها ، والدينية على وجه الخصوص .
وكان السلف يعدون اللحن من أقبح الصفات التي تقلل من منزلة الشريف فكلامهم يوحي بمدى حاجة المتكلم لاستكمال أدواته ، قال عبد الملك : ما الناس إلى شيء من العلوم أحوج منهم إلى إقامة ألسنتهم التي بها يتحاورون الكلام ، ويتهادون الحكم ، ويستخرجون غوامض العلم من مخابئها ، ويجمعون ما تفرّق منها. إن الكلام قاض يجمع بين الخصوم ، وضياء يجلو الظلام ، وحاجة الناس إلى موادّه كحاجتهم إلى موادّ الأغذية .
وقال الزهري : ما أحدث الناس مروءة أحبّ إليّ من تعلم النحو.
وقال شاعر يصف النحو :
اقتبس النحو ونعم المقتبس
والنحو زين وجمال ملتمس
صاحبه مكرّم حيث جلـس
مـن فاته فقـد تعمـّى وانتـكس
كأنما فـيه من العيّ خرس
شتّان ما بين الحمار والفرس
فينبغي لكل صاحب مهنة أن يستكمل أدواته ، التي بها يتم عمله ، ويؤدي واجبه ، ليصبح فرساً في مهنته لا حماراً من العي والخرس .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...