سعيد بن حيدرة :
من أقبح الأشياء أن
تجد صانع مهنة ، أو حرفة لا يتقن أدوات حرفته ، كمعلم قرآن خريج كلية متخصصة في
تعليم القرآن ، ومع هذه الشهادة تجده يخطئ في قراءته ، أو كمعلم لغة يلحن في قوله
، أو إعلامي يتصدر لكتابة الأخبار أو تقديمها ، وتعد من خلفه ما شئت من سقطات تغير
معنى الخبر أحياناً .
وتعلم فن الكلام ،
والإحسان مطلب يجب توفره في عدد من المهن ، مثل : التدريس ، الإعلام ، الوعظ ،
الخطب بأنواعها ، والدينية على وجه الخصوص .
وكان السلف يعدون اللحن من أقبح الصفات التي تقلل من منزلة الشريف
فكلامهم يوحي بمدى حاجة المتكلم لاستكمال أدواته ، قال عبد الملك : ما الناس إلى شيء
من العلوم أحوج منهم إلى إقامة ألسنتهم التي بها يتحاورون الكلام ، ويتهادون الحكم
، ويستخرجون غوامض العلم من مخابئها ، ويجمعون ما تفرّق منها. إن الكلام قاض يجمع بين
الخصوم ، وضياء يجلو الظلام ، وحاجة الناس إلى موادّه كحاجتهم إلى موادّ الأغذية .
وقال الزهري : ما أحدث
الناس مروءة أحبّ إليّ من تعلم النحو.
وقال شاعر يصف النحو
:
اقتبس النحو ونعم
المقتبس
|
والنحو زين وجمال
ملتمس
|
صاحبه مكرّم حيث جلـس
|
مـن فاته فقـد تعمـّى
وانتـكس
|
كأنما فـيه من العيّ
خرس
|
شتّان ما بين الحمار
والفرس
|
فينبغي لكل صاحب
مهنة أن يستكمل أدواته ، التي بها يتم عمله ، ويؤدي واجبه ، ليصبح فرساً في مهنته لا حماراً من العي والخرس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق