سعيد بن حيدرة :
حكي أن عمر بن الخطاب
لما قدم الشام قدم على حمار ومعه عبد الرحمن بن عوف على حمار ، فتلقاهما معاوية في
موكب ثقيل ، فجاوز عمر معاوية حتى أخبر به ، فرجع إليه . فلما قرب منه نزل إليه ، فأعرض
عنه ، فجعل يمشي إلى جنبه راجلا . فقال له عبد الرحمن بن عوف : أتعبت الرجل . فأقبل
عليه عمر فقال :
يا معاوية ، أنت صاحب
الموكب آنفا مع ما بلغني من وقوف ذوي الحاجات ببابك ؟
قال : نعم يا أمير المؤمنين
. قال : ولم ذاك ؟ قال : لأنا في بلد لا نمتنع فيها من جواسيس العدو ولا بد لهم مما
يرهبهم من هيبة السلطان ؛ فإن أمرتني بذلك أقمت عليه ، وإن نهيتني عنه انتهيت . فقال:
لئن كان الذي تقول حقا فإنه رأي أريب ؛ وإن كان باطلا خدعة أديب ، وما آمرك به ولا
أنهاك عنه . فقال عبد الرحمن بن عوف : لحسن ما صدر هذا الفتى عما أوردته فيه! فقال:
لحسن موارده جشمناه ما جشمناه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق