{ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا } نموذج إعراب ، وتعليل حذف النون

سعيد بن حيدرة : 

أضف تعليقاً 

سؤال عرض علي من قبل أحد الأساتذة ، قال : لماذا تحذف النون في مثل قوله تعالى : {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) سورة مريم } ، وقوله : { ولم يك من المشركين  (120 ) سورة النحل } ؟

تناقش كتب النحو هذا الموضوع عند الحديث عن كان ، واختصاصاتها ، إذ تختص بعدة أمور منها : اختصاص كان بجواز حذف نون مضارعها . وسآخذ الآية 20 من سورة مريم إنموذجاً للإعراب ، وتعليل سبب حذف النون من كان ، والشروط التي ينبغي توفرها لذلك .

يقول الله تعالى في سورة مريم {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) } .

معاني الكلمات :

بَغِيًّا

الفاجرة التي تبغي الرجال. و الْفَاجِرَة تتكسب بفجورها .

المعنى الإجمالي للآية :

الآية تدل على التعجب الذي انتاب مريم عليها السلام حين فاجأه الملك ، وهما في خلوة ، وأخبرها الخبر فقالت كيف يكون لي ولد ولَمْ يَقْرَبْنِي زَوْجٌ { وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا } فَاجِرَةً ؟ تُرِيدُ أَنَّ الْوَلَدَ يَكُونُ مِنْ نِكَاحٍ أَوْ سِفَاحٍ ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَا وَاحِدٌ مِنْهُمَا. كيف؟ وهي عذراء لم يمسسها بشر، وما هي بغي فتقبل الفعلة التي تجيء منها بغلام! ويبدو من سؤالها أنها لم تكن تتصور حتى اللحظة وسيلة أخرى لأن يهبها غلاما إلا الوسيلة المعهودة بين الذكر والأنثى. وهذا هو الطبيعي بحكم التصور البشري.

الإعراب :

لم	حرف نفي وقلب وجزم . مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .
أَكُ	فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف . واسم أك ضمير مستتر ، تقديره أنا يعود على مريم .
بَغِيًّا	خبر ( أكن ) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .

ما هي الشروط التي يجب توفره لجواز حذف النون من مضارع كان

1)   بشرط أن يكون مضارع الفعل ( كان)  مجزوما بالسكون . فإذا كان المضارع غير مجزوم ، لم يجز الحذف ، مثل قوله : {من تكون له عاقبة الدار} 1، {وتكون لكما الكبرياء} . بخلاف:  {وتكونوا من بعده قوما صالحين} .لأن علامة جزمه حذف النون .

2)   أن لا يأتي بعدها ساكن ، فإن أتى بعدها ساكن لم يجز الحذف ، مثل قوله : {لم يكن الله ليغفر لهم} .

3)   ألا يتصل بها ضمير ، فإن اتصل بها ضمير لم يجز الحذف ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : "إن يكنه فلن تسلط عليه" .