الاثنين، 29 ديسمبر 2014

بيت من الشعر ومعنىاه

سعيد بن حيدرة :

بيتنا لهذا اليوم هو قول النمر بن تولب :
أعذني ربّ من حصر وعيّ ... ومن نفس أعالجها علاجا
أولاً : قائل البيت :
صاحب البيت هو النمر بن تولب شاعر مخضرم ، أدرك الإسلام فأسلم ، وحسن إسلامه ، ووفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
كان أحد أجواد العرب المذكورين ، وفرسانهم المعدودين .
ثانياً  : معاني المفردات :
أعذني
أجرني ، واعصمني .
حصر
فلَان حصرا ضَاقَ صَدره وبخل ، وَيُقَال حصر الْقَارئ عي فِي مَنْطِقه وَلم يقدر على الْكَلَام .
عيّ
فِي مَنْطِقه عيا وعياء عجز عَنهُ فَلم يسْتَطع بَيَان مُرَاده مِنْهُ وَيُقَال عي بأَمْره وعي عَن حجَّته وَالْأَمر وبالأمر جَهله فَهُوَ عي (ج) أعياء

معنى البيت :
هذا البيت يدل على صفة أصيلة في العربي الذي كان يبحث دائما عن الكمال ، ويتحلى بالصفات التي تجمله ، ويبعد عن كل ما يشينه ، فإن عن ذلك استعان بمولاه ، وخالقه ليعصمه من صفات النقص والقصور .
فالحصر والعي صفتان ذميمتان ينبغي لمن يتصدر المجالس ، ويفرض عليه عمله ، أو يقود الأمة أن يتخلص منهما ، فلا يليق بمن يكون قائداً كريماً أن يصاب بالحصر والعي .
وفي البيت أيضاً سعي الشاعر الحثيث على معالجة نفسه ، وإجبارها على طلب العلى ، وهي تتمنع عليه ، فلن يعينه على ذلك سوى باريها .
فهل نسعى نحن للتخلص من هذه الصفات ، حتى ترقى أنفسنا في المعالى ، وتتشرف إلى العلياء .
تَهونُ علينا في المعالي نفوسُنا *** ومن يَخْطُب الحسناءَ لم يُغْلِها المهر
شاهده على اليوتيب على الرابط :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...