الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

روعة التصوير في قوله تعالى : اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ

سعيد بن حيدرة : 
أضف تعليقاً 

أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)
هذه الآية فيها من الجمال البياني ، وبلاغة التصوير الذي يخلب النفس ، ويجعلها تنفر من صفات من صوروا بهذه الصورة الشنيعة مما يجعل العقلاء ينفرون عنها .
معاني الكلمات :
أُولَئِكَ
اسم إشارة إلى المذكورين باعتبار اتصافهم بما ذكر من الصفات الشنيعة المميّزة لهم عمن عداهم أكمل تمييز . وفيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتهم في الشرّ وسوء الحال .
اشْتَرَوُا
استبدال السلعة بالثمن أي أخذها به . وليس معناه المعاوضة كما هو أصله حقيقة فلا ، لأن المنافقين لم يكونوا مؤمنين فيبيعوا إيمانهم ، والعرب قد تستعمل ذلك في كل من استبدل شيئا بشيء .
الضَّلالَةَ
الجور عن القصد . وقد استعير للعدول عن الصواب في الدين .
التجارة
صناعة التاجر .

التصوير البياني في الآية :
في الآية استعارة تصريحية ترشيحية ، والمعنى اختاروا واستبدلوا وقرينة الاستعارة الضلالة ثم رشح لهذه الاستعارة بقوله : فما ربحت تجارتهم فأسند الربح الى التجارة  على عادة العرب في قولهم : ربح بيعك وخسرت صفقتك ، وهو من الإسناد المجازي ، وهو إسناد الفعل إلى ملابس للفاعل ، فالمستعار منه الذي هو الشراء لما بين الشراء والربح من الملاءمة .
والترشيح هو أن يبرز المجاز في صورة الحقيقة ثم يحكم عليه ببعض أوصاف الحقيقة فينضاف مجاز الى مجاز .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...