السبت، 6 ديسمبر 2014

شعراء في وجداننا ( 3) حسان بن ثابت كتبه : صالح بحرق

سعيد بن حيدرة : 
أضف تعليقاً 
شعراء في وجداننا 
(3) حسان بن ثابت
صالح بحرق
هو أبو الوليد حسان به ، ثابت الأنصاري ، ولد بالمدينة ونشأ في الجاهلية وعاش على الشعر ، فكان يمدح المناذرة والغساسنة ويتقبل صلاتهم . ولكنه بالغ في مدح أل جفنة من ملوك غسان ، وأكثر من انتجاعهم ، فأغدقوا عليه بالعطايا ، وملأوا أيديه بالنعم ، ولم ينكروه بعد إسلامه وتنصرهم ، فجاءته رسلهم تترى بالهدايا من القسطنطينية.
ولما هاجر رسول الله إلى المدينة أسلم حسان مع الأنصار وانقطع إلى مدحه والذب عنه . وذلك أن الرسول حينما اشتد عليه أذى قريش بالهجاء قال لأصاحبه : ما يمنع الذين نصروا الله ورسوله بأسلحتهم أن ينصروه بألسنتهم ؟ فقال حسان : أنا لها ؟ وضرب بلسانه الطويل أرنبة أنفه وقال : والله ما يسرني به مقول ما بين بصرى وصنعاء؟ والله لو وضعته على صخر لفلقه ، أو على شعر لحلقه؟ فقال له النبي : كيف تهجوهم وأنا منهم ؟ قال :( أسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين )فقال ،
أهجهم ومعك روح القدس.
فهجاهم فآلمهم وأبكمهم ووقعت كلماته منهم موقع السهام في غسق الظلام ، فاشتهر بذلك ذكره وارتفع قدره ، وعاش ما عاش موفور الكرامة مكفىء الحاجة من بيت المال حتى توفى سنة 54 للهجرة بالغاً من العمر مائة وعشرين سنة ، فقد كف بصره في أعقاب أيامه .
نموذج من شعره :
قال في الهجاء:
ألا أبـلغ أبـا سفيـان عنــي

مغلغلة فقد برح الخــفــاء
بأن سـيوفنا تركتـك عـبـدا

وعبد الدار سادتها الاماء
هجوت محمدا فأجبـت عنـه

وعند الله في ذاك الجزاء
أتـهـجوه ولـست له بكفء؟

فشركما لخيــركما الفــداء
لـنا فـي كـل يـوم مـن معـد

سبـاب أو قتـال أو هجاء
لساني صارم لا عيب فيـه

وبحري لا تكدره الدلاء
فإن أبي ووالدتي وعرضي

لعرض محمد منكم وقاء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...