علم ولقب ومناسبة : الأخطل غياث بن غوث

سعيد بن حيدرة :

قال الأخطل :

لَا يعجبنك من خطيب خطْبَة ... حَتَّى يكون مَعَ الْكَلَام أصيلا

إِن الْكَلَام لفي الْفُـؤَاد وَإِنّـَمَــا ... جعل اللِّسَان على الْفُؤَاد دَلِيلا

يذكر كثيراً في كتب الأدب ، والنحو ، والعقيدة ، وكتب التاريخ الإسلامي ، ويستشهد بشعره في مسائل النحو واللغة ، إنه الأخطل القائل :

إِن من يدْخل الْكَنِيسَة يَوْمًا ... يلق فِيهَا جآذرا وظباء

قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شرح أَبْيَات الْجمل : هَذَا الْبَيْت للأخطل وَكَانَ نَصْرَانِيّا فَلذَلِك ذكر الْكَنِيسَة .

الْكَنِيسَة	متعبد النَّصَارَى .
والجآذر	جمع جؤذر وَهُوَ ولد الْبَقَرَة بِضَم الذَّال
الظباء	الغزلان الْوَاحِد ظَبْيَة .

معنى البيت :

يَقُول من يدْخل الْكَنِيسَة يلق فِيهَا أشباه الجآذر من أَوْلَاد النَّصَارَى ، وَأَشْبَاه الظباء من نِسَائِهِم فكنى عَن الصّبيان بالجآذر وَعَن النِّسَاء بالظباء. وَقَالَ اللَّخْمِيّ وَيحْتَمل أَن يُرِيد الصُّور الَّتِي يصورونها فِيهَا لِأَن كنائس الرّوم قل أَن تَخْلُو من الصُّور شَبيهَة بالجآذر والغزلان .

فمن هو الأخطل : ما اسمه ولماذا لقب بالأخطل ؟

والأخطل هَذَا هُوَ التغلبي الشَّاعِر الْمَشْهُور من الأراقم واسْمه : غياث بن غوث بن الصَّلْت بن طارقة وأنهى نسبته الْآمِدِيّ فِي المؤتلف والمختلف إِلَى تغلب .

قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي أدب الْكَاتِب وَسمي الأخطل من الخطل وَهُوَ استرخاء الْأُذُنَيْنِ وَمِنْه قيل لكلاب الصَّيْد خطل .

قَالَ ابْن السَّيِّد في شرح أدب الكاتب : لَا أعلم أحداً ذكر أَن الأخطل كَانَ طَوِيل الْأُذُنَيْنِ مسترخيهما . وَالْمَعْرُوف أَنه لقب الأخطل لبذاءته وسلاطه لِسَانه . ذكر أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ فِي الأغاني : أن كَعْب بن جعيل كَانَ شَاعِر تغلب فِي وقته لقب بالأخطل بعد مهاجاة بينهما .

قَالَ كَعْب : (ويل لهَذَا الْوَجْه غب الحمه)

فَقَالَ الأخطل : (فناك كَعْب بن جعيل أمه)

فَقَالَ كَعْب إِن غلامكم هَذَا لأخطل .

وَمَات على نصرانيته وَكَانَ مقدما عِنْد خلفاء بني أُميَّة لمدحه لَهُم وانقطاعه إِلَيْهِم ، وهجا الْأَنْصَار رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم .قال البغدادي في خزانة الأدب فلعنه الله وأخزاه وخذله وَعمر عمرا طَويلا إِلَى أَن ذهب إِلَى النَّار وَبئسَ الْقَرار .

قَالَ ابْن رَشِيق فِي الْعُمْدَة : وَمن الفحول الْمُتَأَخِّرين الأخطل وَبَلغت بِهِ الْحَال فِي الشّعْر إِلَى أَن نادم عبد الْملك بن مَرْوَان ، فطال لِسَانه حَتَّى قَالَ مجاهرا لعنة الله عَلَيْهِ لَا يسْتَتر فِي الطعْن على الدَّين وَالِاسْتِخْفَاف بِالْمُسْلِمين : (الوافر)

وَلست بصائم رَمَضَان طَوْعًا		وَلست بآكل لحم الْأَضَاحِــي
وَلـسـت بـزاجر عنـسا بـكورا		إِلَــى بطـحاء مـَكَّـة للـنجـاح
وَلـسـت مـنـاديـا أبـــدا بـلـَيــْل		كَمثل العير حَيّ على الْفَلاح
وَلَــكِـنِّـي سـأشـربـها شمــولا		وأسـجد عِـنْد منبـلج الصَّباح