مدونة سعيد بن حيدرة
أبو محجن الثقفي 30 هـ :
أبو محجن الثقفي 30 هـ :
هو عمرو بن حبيب بن
عمرو بن عمير بن عوف أحد الأبطال الشعراء الكرماء في الجاهلية والإسلام ، أسلم سنة
9هـ ، وروى عدة أحاديث.
وكان منهمكاً في شرب
النبيذ ، فحده عمر مراراً ، ثم نفاه إلى جزيرة بالبحر . فهرب ، ولحق بسعد بن أبي وقاص
وهو بالقادسية يحارب الفرس ، فكتب إليه عمر أن يحبسه ، فحبسه سعد عنده .
واشتد القتال في أحد أيام القادسية ، فالتمس أبو
محجن من امرأة سعد ( سلمى ) أن تحل قيده ، وعاهدها أن يعود إلى القيد إن سلم ، وأنشد
أبياتاً في ذلك ، فقال :
كفى حَزَناً أن تُطعَنَ الخيلُ
بالقَنا
|
وأترك مَشدوداً
عليَّ وَثَـاقيا
|
|
إذا قُمتَ
عَنّاني الحديدُ وأُغـلِقَت
|
مَصارعُ من دوني
تُصِمُّ المُناديا
|
|
وقد كنتُ
ذا مالٍ كثـيرٍ
وإخوةٍ
|
فأصبحـتُ منهم واحـداً لا أخا ليــا
|
|
فإن مُتُّ كانت حاجةً قد
قَضيتُها
|
وخَلّفتُ سَعداً
وحدَه والأمانيا
|
|
وقد شَفّ جسمي أنني كلّ
شارقٍ
|
أعالجُ كبلاً
مُصمَتاً قد بَرَانيا
|
|
فللّه درِّي
يوم أُترَكُ مُوثَقاً
|
وتذهلُ عني
أُسرتي ورجاليا
|
|
حبيساً عن الحرب العَوَان
وقد بَـدت
|
وإعمالُ غيري
يوم ذاك العواليا
|
|
ولِلهِ عهـدٌ
لا أخيـسُ بعـهدِه
|
لئن فُرِجَت أن لا أزور
الحوانيا
|
|
هَلُمَّ سلاحي
لا أبـا لكَ
إننـي
|
أرى الحربَ لا تزدادُ إِلا
تماديا
|
فخلت سبيله ، فقاتل
قتالا عجيباً ، ورجع بعد المعركة إلى قيده وسجنه. فحدثت سلمى سعداً بخبره ، فأطلقه
وقال له : لن أحدك أبداً.
فترك النبيذ وقال :
كنت آنف أن أتركه من أجل الحد ! وتوفي بأذربيجان أو بجرجان.
ومن شعره :
لا تـسـألي النـاس عـن مالي وكثـرته
|
وسائلي الناس عن بأسي
وعن خلقي
|
|
قد أطعن الطّعنة النّجلاء عن عرض
|
وأكـتـم السّـــرّ
فـيـه ضـربـة العـنـق
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق