الأحد، 14 ديسمبر 2014

أبو محجن الثقفي عمرو بن حبيب شاعر شجاع كريم

مدونة سعيد بن حيدرة
 أبو محجن الثقفي 30 هـ :
هو عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف أحد الأبطال الشعراء الكرماء في الجاهلية والإسلام ، أسلم سنة 9هـ ، وروى عدة أحاديث.
وكان منهمكاً في شرب النبيذ ، فحده عمر مراراً ، ثم نفاه إلى جزيرة بالبحر . فهرب ، ولحق بسعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية يحارب الفرس ، فكتب إليه عمر أن يحبسه ، فحبسه سعد عنده .
 واشتد القتال في أحد أيام القادسية ، فالتمس أبو محجن من امرأة سعد ( سلمى ) أن تحل قيده ، وعاهدها أن يعود إلى القيد إن سلم ، وأنشد أبياتاً في ذلك ، فقال :
كفى حَزَناً أن تُطعَنَ  الخيلُ    بالقَنا

وأترك   مَشدوداً    عليَّ    وَثَـاقيا
إذا  قُمتَ  عَنّاني  الحديدُ  وأُغـلِقَت

مَصارعُ من  دوني  تُصِمُّ    المُناديا
وقد  كنتُ  ذا  مالٍ  كثـيرٍ   وإخوةٍ

فأصبحـتُ منهم واحـداً  لا  أخا  ليــا
فإن مُتُّ كانت حاجةً  قد    قَضيتُها

وخَلّفتُ   سَعداً   وحدَه    والأمانيا
وقد شَفّ جسمي أنني  كلّ    شارقٍ

أعالجُ  كبلاً   مُصمَتاً   قد   بَرَانيا
فللّه   درِّي   يوم    أُترَكُ    مُوثَقاً

وتذهلُ   عني   أُسرتي      ورجاليا
حبيساً عن الحرب العَوَان وقد بَـدت

وإعمالُ  غيري  يوم  ذاك    العواليا
ولِلهِ   عهـدٌ   لا   أخيـسُ    بعـهدِه

لئن فُرِجَت  أن  لا  أزور  الحوانيا
هَلُمَّ  سلاحي  لا   أبـا   لكَ   إننـي

أرى الحربَ  لا  تزدادُ  إِلا    تماديا
فخلت سبيله ، فقاتل قتالا عجيباً ، ورجع بعد المعركة إلى قيده وسجنه. فحدثت سلمى سعداً بخبره ، فأطلقه وقال له : لن أحدك أبداً.
فترك النبيذ وقال : كنت آنف أن أتركه من أجل الحد ! وتوفي بأذربيجان أو بجرجان.
ومن شعره  :
لا تـسـألي النـاس عـن مالي وكثـرته

وسائلي الناس عن بأسي وعن خلقي
قد أطعن الطّعنة النّجلاء عن عرض

وأكـتـم السّـــرّ فـيـه ضـربـة العـنـق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...