سعيد بن حيدرة :
جدة أحمد شوقي إنموذج لرأفة الجدات ، وتطبيقاً للمثل الذي يقول : من أحب من الولد ؟ قالوا : ولد الولد . هكذا الطبيعة البشرية تقول : فالجد والجدة ترى امتداد نفسها في القادم الجديد فترأف به ، وتحبه حباً يفوق حب ابنها .
هذه الأصل في الجدات ، ولكن هناك من يخالف الأصل فنجد منهم ، ومنهن من يسب ، ويضرب ، ويقبح بأقذع الألفاظ ، وكلما رأيت جداً ، أو جدة تذكرت أحمد شوقي ، وقصيدته في جدته .
فهل إذا صرت جداً أي الصنفين تريد ؟ الصنف المبغض ، أم الصنف الذي يساير الطبيعة البشرية لعلك تجد حفيداً يخلد ذكرك مثلما خلد أحمد جدته إذ يقول :
لــي جــدَّة تــرأفُ بـي
|
|
أحــنـى عـليَّ من أبـي
|
وكـلُّ شــيءٍ ســرَّنــي
|
|
تــذهـب فـيه مَـذهـبـي
|
إن غضبَ الأهلُ علــ
|
|
يَّ كــلُّـهـم لـم تـغضبِ
|
مـشـى أَبـي يـومـاً إليَّ
|
|
مـشـــيــة الـمــــؤدِّبِ
|
غضبانَ قد هدَّدَ بالضرْ
|
|
ب وإن لــم
يَــضـرِبِ
|
فـلــم أَجِــد لــي مـنــهُ
|
|
غيـرَ جَدَّتي من مَهرَبِ
|
فـجـعـَلتـنـــي خـلـفــَها
|
|
أنــجـو بــها ، وأخـتبي
|
وهْــيَ تــقـولُ لأَبــــي
|
|
بِـلهــجة المــؤنِّــــبِ :
|
ويـــحٌ لــهُ ! ويــحٌ لِهـ
|
|
ــذا الــولــدِ المعـذَّبِ !
|
أَلــم تـكــن تــصنـعُ ما
|
|
يَـصنعُ إذ أَنـت صبي؟
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق