سعيد بن حيدرة :
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا
مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ
أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ .
معاني الكلمات :
فَلَمَّا
|
ظرفية حينية .
|
اسْتَيْأَسُوا
|
استيأسوا بمعنى يئسوا
فالسين والتاء للمبالغة .
|
خَلَصُوا
|
بمعنى اعتزلوا وانفردوا
عن الناس خالصين لا يخالطهم أحد . وأصله من الخلوص وهو الصفاء من الأخلاط .
|
نَجِيًّا
|
اسم من المناجاة
، فعيل بمعنى مفاعل كالعشير والخليط بمعنى المعاشر والمخالط ، وهذا الاستعمال يفرد
مطلقا يقال : هم خليطك وعشيرك أي مخالطوك ومعاشروك ، وإما لأنه على صفة فعيل بمنزلة
صديق وبابه فوحد لأنه بزنة المصادر كالصهيل والوحيد والذميل وإما لأنه مصدر بمعنى
التناجي كما قيل النجوى بمعناه.
|
مَوْثِقًا
|
عهدا وثيقا في ردّ
أخيكم.
|
معنى الآية :
فلما استيأس إخوة يوسف من يوسف أن يسمح لهم بأخيهم { خَلَصُوا نَجِيًّا }
أي : اجتمعوا وحدهم ، ليس معهم غيرهم ، وجعلوا يتناجون فيما بينهم ، و هم هنا في هذا
المشهد يتناجون ، وسياق الآية لا يذكر أقوالهم جميعاً . إنما يثبت آخرها الذي يكشف
عما انتهوا إليه :{ قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ
عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ} في حفظه ، وأنكم تأتون به إلا أن يحاط بكم .
الإعراب :
فَلَمَّا
|
ظرفية حينية أو رابطة
.
|
اسْتَيْأَسُوا
|
فعل ماض مبني على
الفتح المقدر ؛ لمناسبة الضم العارض لمناسبة الواو . أو مبني على الضم مباشرة .
وواو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل .
|
مِنْهُ
|
حرف جر مبني على
السكون ، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر . والجار والمجرور متعلق
بالفعل اسْتَيْأَسُوا.
|
خَلَصُوا
|
فعل ماض مبني على
الفتح المقدر ؛ لمناسبة الضم العارض لمناسبة الواو . أو مبني على الضم مباشرة .
وواو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل .
|
نَجِيًّا
|
حال منصوب ،
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، من فاعل خلصوا أي اعتزلوا هذه الحالة متناجين وإنما
أفردت الحال وصاحبها جمع لأن النجي يفرد مطلقا كما تقدم في معاني الكلمات . وهذه
صفة اعتزالهم جميع الناس وتقليبهم الآراء ظهرا لبطن، وأخذهم في تزوير ما يلقون به
أباهم عند عودهم إليه، وما يوردون عليه من ذكر الحادث.
|
قَالَ
|
فعل ماض مبني على
الفتح .
|
كَبِيرُهُمْ
|
فاعل مرفوع ،
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره . وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني في محل جر
بالإضافة ، والميم علامة الجمع .
|
أَلَمْ
|
الهمزة للاستفهام
التقريري ، ولم حرف نفي وجزم ، وقلب .
|
تَعْلَمُوا
|
فعل مضارع ،
ومجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل
.
|
أَنَّ
|
حرف توكيد ونصب .
|
أَبَاكُمْ
|
اسم إن منصوب ،
وعلامة نصبه الألف ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة .
|
قد
|
حرف تحقيق .
|
أخذ
|
فعل ماض ، مبني
على الفتح الظاهر ، والفاعل ضمير مستتر تقديره
هو يعود على ( أباكم ).
|
عَلَيْكُمْ
|
حرف جر ، والكاف
ضمير متصل مبني في محل جر.
|
مَوْثِقًا
|
مفعول به منصوب ،
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
|
من الله
|
جار ومجرور متعلق
بالفعل . وجملة قال كبيرهم بدل من جملة خلصوا نجيا وهو بدل اشتمال ، لأن المناجاة
تشتمل على أقوال كثيرة منها قول كبيرهم هذا.
|
لطيفة:
ذكر القاضي عياض في
( الشفا ) في ( بحث إعجاز القرآن ) : أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ : فلما استيأسوا منه خلصوا نجيّا ، فقال : أشهد أن
مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام.
وقال الثعالبي في كتاب
( الإيجاز والإعجاز) في الباب الأول : من أراد أن يعرف جوامع الكلم ، ويتنبه لفضل الاختصار
، ويحيط ببلاغة الإيماء ، ويفطن لكفاية الإيجاز فليتدبر القرآن ، وليتأمل علوّه على
سائر الكلام.
ثم قال : فمن ذلك قوله
عز ذكره ، في إخوة يوسف فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا وهذه صفة
اعتزالهم جميع الناس وتقليبهم الآراء ظهرا لبطن ، وأخذهم في تزوير ما يلقون به أباهم
عند عودهم إليه، وما يوردون عليه من ذكر الحادث. فتضمنت تلك الكلمات القصيرة معاني
القصة الطويلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق