الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا . نموذج إعراب مع المعاني .

سعيد بن حيدرة :

فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ .
معاني الكلمات :
فَلَمَّا
ظرفية حينية .
اسْتَيْأَسُوا
استيأسوا بمعنى يئسوا فالسين والتاء للمبالغة .
خَلَصُوا
بمعنى اعتزلوا وانفردوا عن الناس خالصين لا يخالطهم أحد . وأصله من الخلوص وهو الصفاء من الأخلاط .
نَجِيًّا
اسم من المناجاة ، فعيل بمعنى مفاعل كالعشير والخليط بمعنى المعاشر والمخالط ، وهذا الاستعمال يفرد مطلقا يقال : هم خليطك وعشيرك أي مخالطوك ومعاشروك ، وإما لأنه على صفة فعيل بمنزلة صديق وبابه فوحد لأنه بزنة المصادر كالصهيل والوحيد والذميل وإما لأنه مصدر بمعنى التناجي كما قيل النجوى بمعناه.
مَوْثِقًا
عهدا وثيقا في ردّ أخيكم.

معنى الآية :

فلما استيأس إخوة يوسف من يوسف أن يسمح لهم بأخيهم { خَلَصُوا نَجِيًّا } أي : اجتمعوا وحدهم ، ليس معهم غيرهم ، وجعلوا يتناجون فيما بينهم ، و هم هنا في هذا المشهد يتناجون ، وسياق الآية لا يذكر أقوالهم جميعاً . إنما يثبت آخرها الذي يكشف عما انتهوا إليه :{ قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ} في حفظه ، وأنكم تأتون به إلا أن يحاط بكم .
 الإعراب :
فَلَمَّا
ظرفية حينية أو رابطة .
اسْتَيْأَسُوا
فعل ماض مبني على الفتح المقدر ؛ لمناسبة الضم العارض لمناسبة الواو . أو مبني على الضم مباشرة . وواو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل .
مِنْهُ
حرف جر مبني على السكون ، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر . والجار والمجرور متعلق بالفعل اسْتَيْأَسُوا.
خَلَصُوا
فعل ماض مبني على الفتح المقدر ؛ لمناسبة الضم العارض لمناسبة الواو . أو مبني على الضم مباشرة . وواو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل .
نَجِيًّا
حال منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، من فاعل خلصوا أي اعتزلوا هذه الحالة متناجين وإنما أفردت الحال وصاحبها جمع لأن النجي يفرد مطلقا كما تقدم في معاني الكلمات . وهذه صفة اعتزالهم جميع الناس وتقليبهم الآراء ظهرا لبطن، وأخذهم في تزوير ما يلقون به أباهم عند عودهم إليه، وما يوردون عليه من ذكر الحادث.
قَالَ
فعل ماض مبني على الفتح .
كَبِيرُهُمْ
فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره . وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع .
أَلَمْ
الهمزة للاستفهام التقريري ، ولم حرف نفي وجزم ، وقلب .
تَعْلَمُوا
فعل مضارع ، ومجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل .
أَنَّ
حرف توكيد ونصب .
أَبَاكُمْ
اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الألف ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة .
قد
حرف تحقيق .
أخذ
فعل ماض ، مبني على الفتح الظاهر ، والفاعل ضمير  مستتر تقديره هو يعود على ( أباكم ).
عَلَيْكُمْ
حرف جر ، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر.
مَوْثِقًا
مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
من الله
جار ومجرور متعلق بالفعل . وجملة قال كبيرهم بدل من جملة خلصوا نجيا وهو بدل اشتمال ، لأن المناجاة تشتمل على أقوال كثيرة منها قول كبيرهم هذا.

لطيفة:
ذكر القاضي عياض في ( الشفا ) في ( بحث إعجاز القرآن ) : أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ :  فلما استيأسوا منه خلصوا نجيّا ، فقال : أشهد أن مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام.
وقال الثعالبي في كتاب ( الإيجاز والإعجاز) في الباب الأول : من أراد أن يعرف جوامع الكلم ، ويتنبه لفضل الاختصار ، ويحيط ببلاغة الإيماء ، ويفطن لكفاية الإيجاز فليتدبر القرآن ، وليتأمل علوّه على سائر الكلام.
ثم قال : فمن ذلك قوله عز ذكره ، في إخوة يوسف فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا وهذه صفة اعتزالهم جميع الناس وتقليبهم الآراء ظهرا لبطن ، وأخذهم في تزوير ما يلقون به أباهم عند عودهم إليه، وما يوردون عليه من ذكر الحادث. فتضمنت تلك الكلمات القصيرة معاني القصة الطويلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...