سعيد بن حيدرة :
بيتنا لهذا اليوم
هو قول النمر بن تولب :
أعذني ربّ من حصر
وعيّ ... ومن نفس أعالجها علاجا
أولاً : قائل البيت :
صاحب البيت هو النمر بن تولب شاعر مخضرم ، أدرك الإسلام فأسلم ، وحسن
إسلامه ، ووفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
كان أحد أجواد العرب المذكورين ، وفرسانهم المعدودين .
ثانياً : معاني المفردات :
أعذني
|
أجرني ، واعصمني .
|
حصر
|
فلَان حصرا ضَاقَ صَدره وبخل ، وَيُقَال حصر الْقَارئ عي فِي مَنْطِقه وَلم
يقدر على الْكَلَام .
|
عيّ
|
فِي مَنْطِقه عيا وعياء عجز عَنهُ فَلم يسْتَطع بَيَان مُرَاده مِنْهُ وَيُقَال
عي بأَمْره وعي عَن حجَّته وَالْأَمر وبالأمر جَهله فَهُوَ عي (ج) أعياء
|
معنى البيت :
هذا البيت يدل على صفة أصيلة في العربي الذي كان يبحث دائما عن الكمال ،
ويتحلى بالصفات التي تجمله ، ويبعد عن كل ما يشينه ، فإن عن ذلك استعان بمولاه ،
وخالقه ليعصمه من صفات النقص والقصور .
فالحصر والعي صفتان ذميمتان ينبغي لمن يتصدر المجالس ، ويفرض عليه عمله ،
أو يقود الأمة أن يتخلص منهما ، فلا يليق بمن يكون قائداً كريماً أن يصاب بالحصر
والعي .
وفي البيت أيضاً سعي الشاعر الحثيث على معالجة نفسه ، وإجبارها على طلب
العلى ، وهي تتمنع عليه ، فلن يعينه على ذلك سوى باريها .
فهل نسعى نحن للتخلص من هذه الصفات ، حتى ترقى أنفسنا في المعالى ، وتتشرف
إلى العلياء .
تَهونُ علينا في المعالي نفوسُنا *** ومن يَخْطُب الحسناءَ لم يُغْلِها المهر
شاهده على اليوتيب على الرابط :