الاثنين، 19 يناير 2015

التجربة الشعورية وآفاقها في القصيدة صالح بحرق

سعيد بن حيدرة :
من المقررات المدرسية لطلاب المرحلة الثانوية في البلاغة دراسة ما يسمى في النقد بالتجربة الشعورية أو الشعرية ، وهو موضوع يواجه فيه الطلاب صعوبة لأنه مرتبط بمدى الاطلاع
والقراءة والخلفية الثقافية وممارسة الابداع ، وهو من الموضوعات الجديدة التي تهدف إلى تحليل
مكونات التجربة الشعرية عند الشاعر .
إن كل شاعر قبل أن يكتب القصيدة يمر بمرحلة خاصة ، مرحلة تأمل عميقة للموضوع . للفكرة ، حيث يقف الشاعر طويلاً أمام موضوعه ويتفاعل معه ويعيش وقائعه ، فإذا طفل في الشارع يبكي من شدة البرد أو الجوع أو الاهمال ، فإن الشاعر يسجل هذا الموقف في ذاكرته ويضل هذا الحدث يلح عليه بشدة ، ويعيش هنا تجربة يطلق عليها بالتجربة الشعرية .
بعدها يبدأ الشاعر في كتابة القصيدة ، فالنقاد راحوا يحللون هذه التجربة ويشرحونها بغية معرفة مكوناتها والعوامل المؤثرة فيها .
لقد وجد النقاد أن هذه التجربة تتألف من المكونات التالية :
1.    الفكرة
2.    الوجدان
3.    الصور والاخيلة 4
4.    الموسيقا
إن هذه المكونات لا تكون منفصلة في العمل الشعري ، بل تكون مترابطة وإنما يجري فصلها عند الدراسة ، وكل واحدة منها تؤثر في الأخرى.
إن التجربة الشعورية كلما كانت عميقة أمكن أن تكون القصيدة جيدة ومتماسكة ومتناغمة ومؤثرة
وكلما وجد هناك خلل أو ضعف أو قصور أو عدم وجود الوقت الكافي للتأمل ، خرجت القصيدة من لدن الشاعر باهتة الملامح .
إن على الشاعر أن يعيش التجربة الشعرية ويمتلئ  بها ، وهنا أثار بعض النقاد هذه الاشكالية
لكي يصف الشاعر حريقاً هل يفترض أن يدخل في معمعان الحريق ويكتوي بناره ، أو يكفي أن يعيش التجربة باللغة ؟؟
إن هذا يقودنا الى ما يسمى بالمعاناة فما المقصود بها ؟ هل تكون حسية أو تخيلية ؟
إن المعاناة جزء مهم من التجربة الشعرية فأغلب القصائد الخالدة خرجت من براثن معاناة مشتعلة
حسياً وتخيلياً ، فهل يمكن أن نكتب عن شيء لم نعايشه . إن البعض يعتقد أن المعايشة قد لا تكون حسية ، قد تكون تخيلية ، والخيال كلمة مركبة من أشياء عدة .
والخلاصة إن التجربة قد تكون واقعية ، وقد تكون خيالية ، ومازال السؤال مطروحا لإفاداتكم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...