الجمعة، 23 يناير 2015

إعراب المحكي

سعيد بن حيدرة :
ما الحكايةُ : هي إيرادُ اللفظ على ما تسمعه.
وهي ، إما حكايةُ كلمةٍ ، أو حكايةُ جملة . وكلاهما يُحكى على لفظه ، إلاَّ أن يكون لحناً . فتتعيّنُ الحكايةُ بالمعنى ، مع التنبيه على اللحن .
فحكايةُ الكلمة كأنْ يقالَ " كتبتُ يعلمُ " ، أي كتبتُ هذه الكلمةَ ، فيعلمُ - في الأصل - فعلٌ مضارعٌ ، مرفوعٌ لتجرُّده من الناصب والجازم ، وهو هنا محكيٌّ ، فيكونُ مفعولا به لكتبتُ ، ويكون إعرابهُ تقديرياً منعَ من ظهوره حركةُ الحكاية .
وإذا قلتَ " كتبَ فعلٌ ماضٍ " فكتبَ هنا محكيّة . وهي مبتدأ مرفوعٌ بضمةٍ مُقدَّرةٍ منعَ من ظهورها حركةُ الحكاية.
وإذا قيلَ لك أَعربْ " سعيداً " من قولك " رأَيتُ سعيداً " ، فتقولُ " سعيداً مفعولٌ به " ، يحكي اللفظَ وتأتي به منصوباً ، مع أَن " سعيداً " في كلامك واقعٌ مبتدأ ، وخبرُه قوُلكَ " مفعولٌ به " ، إلاّ أنه مرفوعٌ بضمةٍ مُقدَّرةٍ على آخره ، منعَ من ظهورها حكرة الحكاية ، أي حكايتُكَ اللفظَ الواقعَ في الكلام كما هو واقعٌ .
وقد يُحكى العَلَمُ بعدَ " من " الاستفهاميَّة ، إِن لم يُسبَق بحرف عطف ، كأن تقولَ " رأَيتُ خالداً " ، فيقول القائلُ " منْ خالداً ". فإن سبقهُ حرفُ عطف لم تجُزْ حكايتهُ ، بل تقول " ومنْ خالدٌ ؟  ".
وحكايةُ الجملة كأن تقولَ قلتُ " لا إِلهَ إلاّ اللهُ . سمعتُ حيّ على الصلاة . قرأتُ قُلْ هوَ اللهُ أَحدٌ . كتبتُ استَقِمْ كما أُمِرْتَ ". فهذه الجُمَلُ محكيّةٌ ، ومحلُّها النصبُ بالفعل قبلها فإِعرابُها محليٌّ.
وحكمُ الجملة أن تكونَ مبنيةً ، فإن سُلطَ عليها عاملٌ كان محلها الرفعَ أو النصبَ أو الجر على حسب العامل. وإلا كانت لا محل لها من الإعراب.
من كتاب جامع الدروس العربية

للشيخ : مصطفى غلاييني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...