سعيد بن حيدرة :
ما الحكايةُ : هي إيرادُ اللفظ
على ما تسمعه.
وهي ، إما حكايةُ كلمةٍ
، أو حكايةُ جملة . وكلاهما يُحكى على لفظه ، إلاَّ أن يكون لحناً . فتتعيّنُ الحكايةُ
بالمعنى ، مع التنبيه على اللحن .
فحكايةُ الكلمة كأنْ
يقالَ " كتبتُ يعلمُ " ، أي كتبتُ هذه الكلمةَ ، فيعلمُ - في الأصل - فعلٌ
مضارعٌ ، مرفوعٌ لتجرُّده من الناصب والجازم ، وهو هنا محكيٌّ ، فيكونُ مفعولا به لكتبتُ
، ويكون إعرابهُ تقديرياً منعَ من ظهوره حركةُ الحكاية .
وإذا قلتَ " كتبَ
فعلٌ ماضٍ " فكتبَ هنا محكيّة . وهي مبتدأ مرفوعٌ بضمةٍ مُقدَّرةٍ منعَ من ظهورها
حركةُ الحكاية.
وإذا قيلَ لك أَعربْ
" سعيداً " من قولك " رأَيتُ سعيداً " ، فتقولُ " سعيداً
مفعولٌ به " ، يحكي اللفظَ وتأتي به منصوباً ، مع أَن " سعيداً " في
كلامك واقعٌ مبتدأ ، وخبرُه قوُلكَ " مفعولٌ به " ، إلاّ أنه مرفوعٌ بضمةٍ
مُقدَّرةٍ على آخره ، منعَ من ظهورها حكرة الحكاية ، أي حكايتُكَ اللفظَ الواقعَ في
الكلام كما هو واقعٌ .
وقد يُحكى العَلَمُ
بعدَ " من " الاستفهاميَّة ، إِن لم يُسبَق بحرف عطف ، كأن تقولَ "
رأَيتُ خالداً " ، فيقول القائلُ " منْ خالداً ". فإن سبقهُ حرفُ عطف
لم تجُزْ حكايتهُ ، بل تقول " ومنْ خالدٌ ؟ ".
وحكايةُ الجملة كأن
تقولَ قلتُ " لا إِلهَ إلاّ اللهُ . سمعتُ حيّ على الصلاة . قرأتُ قُلْ هوَ اللهُ
أَحدٌ . كتبتُ استَقِمْ كما أُمِرْتَ ". فهذه الجُمَلُ محكيّةٌ ، ومحلُّها النصبُ
بالفعل قبلها فإِعرابُها محليٌّ.
وحكمُ الجملة أن تكونَ
مبنيةً ، فإن سُلطَ عليها عاملٌ كان محلها الرفعَ أو النصبَ أو الجر على حسب العامل.
وإلا كانت لا محل لها من الإعراب.
من كتاب جامع
الدروس العربية
للشيخ : مصطفى غلاييني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق