الاثنين، 19 يناير 2015

معاني كلمة الرب في العربية

سعيد بن حيدرة :
الرب في كلام العرب يأتي على معان : فالسيد المطاع فيها يدعى ربا
والرجل المصلح للشيء يدعى ربا .
 والمالك للشيء يدعى رباً.
وقد يتصرف أيضا معنى " الرب " في وجوه غير ذلك ، غير أنها تعود إلى بعض هذه الوجوه الثلاثة.
فربنا جل ثناؤه : السيد الذي لا شبه له ، ولا مثل في سؤدده ، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه ، والمالك الذي له الخلق والأمر .
الرب ، هو المربي جميع العالمين - وهم من سوى الله - بخلقه إياهم ، وإعداده لهم الآلات ، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة ، التي لو فقدوها ، لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة ، فمنه تعالى .
وتربيته تعالى لخلقه نوعان : عامة وخاصة .
فالعامة : هي خلقه للمخلوقين ، ورزقهم ، وهدايتهم لما فيه مصالحهم ، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة : تربيته لأوليائه ، فيربيهم بالإيمان ، ويوفقهم له ، ويكمله لهم ، ويدفع عنهم الصوارف ، والعوائق الحائلة بينهم وبينه ، وحقيقتها : تربية التوفيق لكل خير ، والعصمة عن كل شر . ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب . فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.

فدل قوله {رَبِّ الْعَالَمِينَ} على انفراده بالخلق والتدبير ، والنعم ، وكمال غناه ، وتمام فقر العالمين إليه، بكل وجه واعتبار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...