الثلاثاء، 6 يناير 2015

نهج القراءة المتأخرة فؤاد عبدالغفار

سعيد بن حيدرة :
هذا موضوع كتبه الأستاذ : فؤاد عبد الغفار في موقع نجم المكلا حول كتاب : أقرأ وأتعلم ، ولاح بالائمة على الكتاب ، وأنا أطرحه للنقاش ، من مؤيد أو معارض ، للتطوير والتنقيح وليس للهوى .
قال أستاذنا في مقاله : 

حين تمر بجوار الصف الأول الأساسي , وهم في حصة من حصص اللغة العربية.. تبصر المعلم يستخدم عدداً من الإشارات , هي أقرب إلى لغة الصم والبكم منها إلى لغةٍ لتعليم الأطفال مبادئ وأسس القراءة والكتابة.. ثم تسمع التلاميذ الصغار عقب كل إشارة وهم يتزاعقون كأنهم في مهرجان للعواء , فحين يتهجون حرف الواو في حالات المد الثلاث , بعد إشارة دائرية سريعة من سبابة المعلم إلى الأعلى ثم إلى الأمام ثم إلى الأسفل , فتسمع التلاميذ عقب كل إشارة قائلين : ( واااا, ووووو, ويييي ) وهكذا ينطقون كل حرفٍ بعده حرفٌ من حروف المد..
هذا هو كتاب نهج القراءة المبكرة , أقرأ و أتعلم للصف الأول , الذي أُقر تعليمه العام المنصرم في مدارس مختارة في كل مديرية لغرض التجريب.. وفي العام الحالي تم تعميمه على المدارس كلها..
فوجئت الأمهات وأسر التلاميذ بكتاب غريب مليء بالطلاسم والأحاجي التي لا تُفك رموزها إلا في دليل المعلم , يعني المعنى في بطن الشاعر , وحين فاحت رائحة الشكاوى , اضطر بعض الموجهين وبعض المدارس من توزيع دليل خاص بالأسرة , وعقد دورات للأمهات في كيفية تعليم هذا الكتاب..
انتهى الفصل الدراسي الأول , و بدأت الاختبارات الفصلية للصفوف الدنيا , وأكثر المدارس عندنا لم تستنهج من ذلك الكتاب سوى أربع وحدات فقط أو تزيد عنها قليلاً من  وحداته الست..
جاءت الأوامر الوزارية و الإدارية – مؤخراً - بضرورة استكمال الوحدات الست , وأن لا يُجرى الاختبار الفصلي للمادة إلا بعد استكمال المقرر.. وإن لم يستكمل في الفصل الدراسي الأول, يتم استكماله في بداية الفصل الدراسي الثاني .. وبكل تأكيد ستأتي الأوامر بعد ذلك باستكمال ما بقي من مقرر الفصل الدراسي الثاني في بداية الفصل الأول من العام القادم..
ونعلم جيداً أنه مهما رفع المعلمون و الموجهون من ملاحظات أو آراء وتصويبات , فلن يتم أخذها بعين الاعتبار, ناهيك عن العمل بها , مثل كتب كثيرة ظلت عيوبها وأخطاؤها على مدى طبعات عديدة وسنوات مديدة..
فكتاب مثل كتاب الصف الأول يجب أن تكون مفاتيحه وشفرته بيد الأمهات, لا حكرا على دليل المعلم .. ومثل هذا الكتاب يجب أن يراعي كل التلاميذ الصغار؛ لأن منهم قد مر – قبل مجيئه إلى المدرسة – بالحضانة ورياض الأطفال, وقد قطع شوطا منهاجيا معينا, ومنهم من لم تمكنه ظروفه من الانخراط في الروضة أو الحضانة أو ما شابه ذلك..
كلمة أخيرة:

الصف الأول حجر أساس التعليم كله , فلا تجعلوه هشاً عشوائيا , وأقترح أن يكون لكل محافظة منهاج خاص بالمواد الأساسية للتلاميذ الصغار في المدارس والرياض والحضانة  …. فهل بلّغت؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...