الخميس، 15 يناير 2015

من هو الناقد الادبي ومتى كان ظهوره:

سعيد بن حيدرة :

أول ناقد للعمل الفني هو المؤلف نفسه كما يقال ، بيد أن تاريخ النقد الادبي يسجل أول حضور للناقد منذ الجاهلية ، وذلك عندما كانت تضرب للنابغة الذبياني قبة حمراء وتأتيه الشعراء تعرض عليه أشعارها ، فهذا التاريخ يسجل أول تواجد للناقد . وأول مرحلة من مراحل النقد البدائية ، وكان يغلب على النقد حينها الجانب اللغوي والتاريخي والمعرفي دون الالتفات إلى الجوانب الفنية ، ثم تطور النقد بعد ذلك وخطا خطوات متقدمة في العصر الاموي والعباسي والحديث.
إن الناقد الأدبي هو باحث اجتمعت فيه عدة معارف وعلوم وتآزرت جميعها لتكون منه شخصية أدبية وثقافية وتاريخية ونفسية وعلمية ، وينتمي الناقد الأدبي إلى مدرسة من المدارس أو إلى منهج من مناهج النقد الحديثة ، ويتخصص في فن من الفنون ، فهناك ناقد يهتم بالشعر وناقد يهتم بالقصة وناقد يهتم بالرواية وناقد يهتم بالمسرحية ، وذلك لأن كل نوع من هذه الأنواع له أسس وشروط وقواعد فنية . وقد يجمع الناقد الأدبي بين أكثر من نوع ، مثل الناقد الحضرمي الدكتور عبدالله حسين البار.
تأثير الانتماء السياسي على الناقد :
أحيانا قد يتأثر الناقد الادبي بانتمائه السياسي أو الحزبي فيميل إلى تجسيد آراء حزبه في بعض القضايا الاجتماعية والفكرية والجمالية ، وقد جر هذا المسلك أضرارا على النقد الأدبي حيث  صدرت الدراسات الادبية مشوبة بالطابع السياسي والحزبي والإيدلوجي والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل الادب من حيث كونه عملا فنيا لا يتأثر بالايدلوجيا أو ينبغي أن ينأى بنفسه عنها؟
الحقيقة أن الأدب مرتبط ارتباطا كبيرا بالايدلوجيا ولا يمكن أن يكون هناك أدب بلا إيدلوجيا لكن على الأديب ألا يغلب آراءه السياسية على العمل الفني وألا يتدخل تدخلا مباشرا وإلا أصبح أدبه نوعا من الدعاية والترويج السياسي بمعنى أن على الأديب أن يتقيد بشروط العمل الفني ولا يضحي بها من أجل السياسة والانتماءات الحزبية الضيقة.
المناهج النقدية الحديثة في حضرموت وأصحابها :
يعد الدكتور أحمد عبيدون من الأقلام النقدية الجيدة في حضرموت التي جربت وتجرب ممارسة المناهج النقدية الحديثة خاصة في مجال نقد الشعر ويتناول بن عبيدون المنهج البنيوي والتفكيكي
الحديث عند دراسة النصوص الشعرية.
ويلتقي معه صديقه الدكتور عبد القادر باعيسى في نفس المجال حيث يعدان من أبرز الاكاديميين في نقد الشعر.

وفي مجال نقد القصة والرواية ينبري لها الدكتور طه حسين الحضرمي الذي يمتلك أدوات نقد الرواية باقتدار ليس على مستوى حضرموت بل وعلى مستوى الدراسات العربية الحديثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...