السبت، 31 يناير 2015

(ال ) الجنسية في فاعل نعم وبئس بين الحقيقة والمجاز

سعيد بن حيدرة :
المدح والذم القياسي له أحكام منها أن فاعله يأتي على أنواع أربعة سنتكلم على نوع واحد فقط هو المعرف بأل :
يشترط في فاعل نعم وبئس أن يكون اسماً ظاهراً مُعرَّفاً بأل الجِنسيَّةِ ، التي تُفيد الاستغراق ( أي شُمولَ الجنس ) حقيقةً ، أو اسمٌ مُضافٌ إلى ما اقترنَ بها ، أو مُضافٌ إلى اسمٍ أضيفَ إلى مُقترنٍ بها.
فالأولُ نحوُ " نِعْمَ التلميذُ زهيرٌ " و" بئسَ الشراب الخمرُ ". والثاني ، نحو { وَلنِعْمَ دارُ المتَّقِينَ } ، و { بِئسَ مثوى المُتكبِّرينَ } . والثالثُ، نحو " نِعمَ حكيمُ شُعراءِ الجاهليةِ زهيرٌ " ، ومنه قول الشاعر [من الطويل]
فنِعْمَ ابنُ أُختِ الْقومِ ، غَيرَ مُكذِّبٍ ... زُهَيْرٌ ، حُسامٌ مُفْرَدٌ من حمائِلِ
أل هذه حقيقية أو مجازية :
( والحق أن ( أل ) ، التي تسبق فاعل هذه الأفعال ، للجنس على سبيل الاستغراق حقيقة ، كما قدّمنا . فهي مفيدة للإحاطة والشمول حقيقة لا مجازاً ، فيكون الجنس كله ممدوحاً أو مذموماً ، والمخصوص مندرج تحت الجنس ، فيشمله المدح أو الذم . فاذا قلت " نعم الرجل زهير " فالمدح قد وقع أولا على جنس الرجل كله على سبيل الشمول حقيقة . ثم على سبل المخصوص بالمدح ، وهو زهير ، فيكون المخصوص قد مدح مرتين مرة مع غيره ، لدخوله في عموم الجنس ؛ لأنه فرد من افراد ذلك الجنس ، ومرة على سبيل التخصيص ، لأنه قد خص بالذكر ، ولذلك يسمى المخصوص.
والغرض من جعلها للاستغراق والشمول على سبيل الحقيقة هو المبالغة في إثبات المدح للممدوح " الذم للمذموم ، بجعلك المدح والذم للجنس ، الذي هو المخصوص فرد منه . ثم يأتي المخصوص مبيناً المدار من الاجمال في مدح الجنس على سبيل الحقيقة .
ولك أن تجعل (أل) هذه للاستغراق لا على سبيل الحقيقة. بل على سبيل المجاز. مدعياً أن هذا المخصوص هو جميع الجنس لجمعه ما تفرَّق في غيره من الكمالات أو النقائص فان قلت " نعم الرجل زهير " ، فقد جعلت زهيراً هو جميع الجنس مبالغة ، لاستغراقه جميع كمالاته ، ولم تقصد من ذلك الا مدحه . ونظير ذلك أن تقول " أنت الرجل " ، أي اجتمعت فيك كل صفات الرجال) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...