الأربعاء، 14 يناير 2015

النقد الأدبي صالح بحرق

سعيد بن حيدرة : 
أول ما عرفت النقد الأدبي من كتاب الاستاذ : أحمد أمين ، فقد قرأت فيه شذرات من النقد الادبي تعريفا لغويا واصطلاحيا. وبعد ذلك قرأت النقد الأدبي من مجلة الطريق ، ومن مجلة أدب ونقد ، والثقافة الجديدة في عدن ، والشرارة في المكلا ، وكتابات محمد دكروب في لبنان ، ويمنى العيد في مصر وغالي شكري والمقالح .
وكان النقد يستهويني جدا لأنه يبصرني بمزايا وشروط العمل الفني ، ولأن النقد الأدبي من الدراسات التطبيقية التي تلتقي فيها النظرية والمنهج مع العمل الفني .
إن الحصيلة النقدية التي استفدتها من قراءة النقد الأدبي تتمثل في كون هذه الدراسات تمدني بالمناهج النقدية ، ولا تقدمها لي بصفتها النظرية بل بصفتها التطبيقية.
والحق يقال إن حركة النقد في الماضي كانت متقدمة أو زاخرة أو ممتدة وذلك بفعل الثورات
والحركات الثورية والنظام الاشتراكي والرأسمالي ووجود التيارات التحررية والاتجاهات
الفلسفية التي أفرزت مدارس النقد على مستوى العالم.
للنقد الادبي عدة تسميات وعدة مناهج فقد يسمى قراءة وقد يسمى نقدا فالأولى عبارة عن قراءة أولية للعمل الادبي ، وقد سمى الدكتور المقالح كتابه قراءة في أدب اليمن المعاصرتواضعا من ناحية ومن ناحية ليفرق بينه وبين الدراسة المنهجية التي تستخدم منهجا محددا من مناهج النقد الادبي.
في القراءة تبدو الانطباعات الذاتية والآراء والملاحظات التي لا تستند إلى منهج علمي وإنما مردها إلى حاسة الذوق الأدبي عند الناقد مع الاستشهاد بأقوال النقاد والمفكرين والفلاسفة والاعتداد بها.
إن القراءة غير النقد لربما أن النقد عبارة عن دراسة مطولة للعمل الادبي والقراءة مقالا أوليا للعمل الادبي. ولكل من القراءة والدراسة الأدبية مزايا ، وقد فضلت القراءة على الدراسة المطولة لأن القراءة تكون في الغالب جميلة وممتعة تخاطب الوجدان بينما الدراسة تخاطب العقل والمنهج ولذلك هي مملة وعويصة وقد تقرأها ولا تفهم منها شيئا.
إن الدراسات النقدية عمل منهجي علمي تقوم على أسس علمية متعارف عليها وتستخدم نظرية من النظريات الأدبية لدراسة واقع أدبي أو فكري أو ثقافي في مجتمع من المجتمعات. ولذلك هي تقدم رؤية نقدية علمية منهجية للنصوص الأدبية.
إن المجتمع يحتاج إلى النوعين معا القراءة والدراسة ففي الأولى نحن نحتاج إلى الانطباعات نحتاج إلى الذاتية نحتاج إلى الخصائص الفردية والمزونات الشخصية للعمل الأدبي وفي الثانية نحتاج إلى التحليل واستشراف المستقبل.
في (أصوات من الزمن الجديد) رصد المقالح الأصوات الادبية والشعرية في اليمن بأسلوب نقدي جميل وقدم قراءات عن مجموعة من الشعراء والكتاب ، وقد أعجبني طرح المقالح ورؤيته النقدية وطريقة معالجته للنصوص .
إن المقالح باعتباره ناقدا يوجه مسار الحركة الأدبية ويحكم عليها بالسلب أو الإيجاب ، مبدياً رأيه النقدي حيالها . وكم نحن محتاجون اليوم في حضرموت إلى من يقوم بهذا العمل فيوجه دفة الحركة الادبية فيها ، وما أكثر النقاد عندنا ، سواء في جانب القراءات أو الدراسات.
إن النقد الادبي لون جميل وممتع من الكتابات الأدبية فيه الفكرة والأسلوب واللغة والثقافة والمنهجية . ومن أبرز النقاد عندنا : د عبد القادر باعيسى ود . عبدالله حسين البار. د\ طه حسين الحضرمي. د\عبدى العزيز الصيغ.أ \عمر باني. د\سعيد الجريري. \عبده بن بدر. أ\سالم الخضر
د\ سعيد البطاطي. د\محمد صالح المحفلي. د\ احمد عبيدون. د\حسن العيدروس.
وهناك نقاد في مجالات العلوم التطبيقية والاجتماعية تزخر بهم محافظة حضرموت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...