سعيد بن حيدرة :
لن أدخل في تعريف النقيضة
ولا بداياتها التاريخية في الأدب العربي التي انطلقت على أيدي الشعراء الثلاثة : الفرزدق
وجرير والأخطل الذين شكلوا مثلثا شعريا جميلا أسعد قراء الشعر العربي ، ذلك ؛ لأن الدراسات
الأدبية قد تناولت هذا الموضوع بشكل تفصيلي.
لكنني أود أن أقول إن
النقائض شكل شعري مميز في القصيدة العربية إذ تجتمع فيها عناصر الإمتاع والدهشة والطرافة
، إضافة إلى الفوائد اللغوية والتاريخية والبلاغية والأسلوبية.
وتميل صناعة النقيضة
إلى شعر الهجاء فهي هجاء على صورة مخصوصة وفي أجواء نفسية ، وشعرية واجتماعية معينة.
إن النقائض تعد شكلا
من أشكال اللهو في العصر الأموي ، إذ يجتمع حولها خلق كثير لمشاهدة وقائعها والاستمتاع
بالمماحكات الشعرية ، وقد ساهمت النقائض في حفظ اللغة العربية من الضياع لما اشتملت
عليه من مفردات وأعلام وأماكن وتاريخ.
ويمكن إدراج المساجلات
الشعرية الشعبية بين شعراء حضرموت امتدادا لشعر النقائض ، كذلك يمكن أن تعد المعارضات
الشعرية الفصيحة لونا يقترب من النقائض مثل معارضة الشاعر أحمد شوقي لنونية ابن زيدون
ومعارضاته لشعراء المدائح النبوية . ومعارضة الشاعر البردوني لبائية أبي تمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق