السبت، 25 أكتوبر 2014

ما إعراب ويكأن ؟

سعيد بن حيدرة :

سؤال سئلت عنه اليوم من قبل أحد الطلاب في كلية الفقه وأصول الدين في جامعة الريان . وجاءت ويكأن في سورة القصص الآية 82 من قوله تعالى : (وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) . وي : فيه مذاهب فهي اسم فعل مضارع معناه أتعجب . وقال الشوكاني رحمة الله عليه في فتح القدير : ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر أي: يقول كل واحد منهم متندما على ما فرط منه من التمني.
قال النحاس : أحسن ما قيل في هذا ما قاله الخليل ، وسيبويه ، ويونس ، والكسائي أن القوم تنبهوا فقالوا :
وي ! والمتندم من العرب يقول في خلال ندمه : وي . قال الجوهري : وي: كلمة تعجب ، ويقال : ويك ، وقد تدخل وي على كأن المخففة ، والمشددة ، ويكأن الله. قال الخليل : هي مفصولة تقول وي ، ثم تبتدئ فتقول كأن . وقال الفراء : هي كلمة تقرير كقولك : أما ترى صنع الله ، وإحسانه ، وقيل : هي كلمة تنبيه بمنزلة ألا. وقال قطرب : إنما هو ويلك فأسقطت لامه ، ومنه قول عنترة :
ولقد شفا نفسي وأبرأ سقمها ... قول الفوارس ويك عنتر أقدم
وقال ابن الأعرابي : معنى ويكأن الله : أعلم أن الله . وقال القتبي : معناها بلغة حمير رحمة ، وقيل: هي بمعنى ألم تر؟ وروي عن الكسائي أنه قال : هي كلمة تفجع لولا أن من الله علينا برحمته ، وعصمنا لكنا خسرنا الدنيا والآخرة .
وقال الرازي في مفاتيح الغيب : ويكأن الله فاعلم أن وي كلمة مفصولة عن كأن وهي كلمة مستعملة عند التنبه للخطأ وإظهار التندم ، فلما قالوا : يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون [القصص: 79] ثم شاهدوا الخسف تنبهوا لخطئهم فقالوا : وي ثم قالوا : كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده بحسب مشيئته وحكمته لا لكرامته عليه ، ويضيق على من يشاء لا لهوان من يضيق عليه بل لحكمته وقضائه ابتلاء وفتنة قال سيبويه : سألت الخليل عن هذا الحرف فقال إن وي مفصولة من كأن وإن القوم تنبهوا وقالوا متندمين على ما سلف منهم وي . وذكر الفراء وجهين أحدهما : أن المعنى ويلك فحذف اللام وإنما جاز هذا الحذف لكثرتها في الكلام وجعل أن مفتوحة بفعل مضمر كأنه قال ويلك اعلم أن الله ، وهذا قول قطرب حكاه عن يونس الثاني : وي منفصلة من كأن وهو للتعجب يقول الرجل لغيره وي أما ترى ما بين يديك فقال الله وي ثم استأنف كأن الله يبسط فالله تعالى إنما ذكرها تعجيبا لخلقه ، قال الواحدي : وهذا وجه مستقيم غير أن العرب لم تكتبها منفصلة ولو كان على ما قالوه لكتبوها منفصلة ، وأجاب الأولون بأن خط المصحف لا يقاس عليه .

هناك تعليق واحد:

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...