سعيد بن حيدرة :
بنبذها لمفهوم المنهج التقليدي ، المقتصر على تقديم العلوم ، والمعارف ، وتبنيها لمفهوم جديد ، يقدم للطالب مجموعة
متنوعة من الخبرات المرتبطة بالطالب ومجتمعه ، داخل المدرسة وخارجها ، بهدف تحقيق
النمو الشامل والمتكامل في كل جوانبه : الجسمية ، والعقلية ، والنفسية ، والاجتماعية
لم يعد التربويون ينظرون للمدرسة كمكان يتلقى فيه المعارف والعلوم حسب ؛ بل تجاوزت دورها
التقليدي هذا ، وشرعت في عملية تنموية كبيرة ومستمرة ، محورها الطالب ( ذكرًا كان أو
أنثى ) ، وغايتها تهيئته للمشاركة في نمو مجتمعه وازدهاره في ضوء أهداف تربوية محددة
.
وتحتاج العملية التربوية التنموية والقائمين على رعايتها وتنفيذها - من
منسوبي المدرسة - إلى الاهتمام بتوجيهها وتطويرها وتشجيعها من قبل جهات إعلامية قادرة
على استخدام وسائل الاتصال المختلفة بشكل ينسجم مع الأهداف التربوية والتعليمية للمدرسة
، مستغلة في ذلك وجه الشبه القائم بين التربية والإعلام ، حيث يهدف كلاهما لخدمة المجتمع
وتنويره بما هو أصلح لأفراده ، وكلاهما - إن أحسن استخدامه - يهدف إلى المحافظة على
القيم والمبادئ التي يسعى المجتمع لتثبيتها والمحافظة عليها ، والحرص على ثقافة المجتمع
وخصوصيته من أن تذوب في الثقافات الخارجية ، وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجه المجتمع
، والسعي إلى استمرارية التعليم من أجل خلق أجواء مثمرة للعيش في المجتمع الواحد .
وأعتقد أن الحاجة لتقوية العلاقة بين التربية والإعلام دفع بوزارة التربية
والتعليم إلى إنشاء إدارة تعنى بشؤون الإعلام التربوي ، لكي تسهم في تحقيق أهداف التربية
والتعليم ، فالإعلام التربوي : يركز في رسالته على أركان العملية التعليمية : المدرسة
، المنهج ، المعلم ، الطالب ، ولي الأمر ،
والمساهمة في التعريف بأدوارها في العملية التعليمية ، وواجباتها وحقوقها ،
وطرح مشكلاتها ، ومعالجتها إعلاميًا .
وينبغي لهذه الإدارة أن تقوم بدور أساسي في المجالات المختلفة للعمل المدرسي
، سعيًا وراء توجيهها وتطويرها وتشجيعها ، وذلك تحقيقًا للهدف العام الذي حددته لها
الرؤية الجديدة للإعلام التربوي والمتمثل في : " توظيف وسائل الاتصال والإعلام
في إشاعة المفاهيم والقيم الإيجابية ، وتوصيل الاتجاهات إلى أفراد المجتمع ، والتعريف
بالوزارة وأنشطتها ومنجزاتها ، ومتابعة التغذية المجتمعية الراجعة ، للإفادة من ملاحظات
ومقترحات المجتمع".
ويبدو أن دور الإعلام التربوي بإدارات التربية والتعليم تجاه العمل المدرسي
بمجالاته المختلفة ( الإدارة المدرسية – المنهج – المعلم – الطالب – ولي الأمر ) مازال
يكتنفه قدر لا يستهان به من العشوائية والغموض ؛ لأن هذه الإدارات لم تدرك بعد أهمية
الخدمات الإعلامية والتوثيقية والإنمائية المقدمة لمدارس التعليم العام في إدارات التربية
والتعليم المختلفة من قبل وحدات الإعلام التربوي فيها ، وبالتالي لم تعمل على زيادة
الاهتمام ، ورفع فعاليتها في تقديم هذه الخدمة .
وبالرغم من قيام إدارة الإعلام
التربوي بوزارة التربية والتعليم بجهود طيبة بالتعاون مع وسائل الإعلام الخارجية ،
إلا أنها قصرت في دورها تجاه المدارس ، ولم تلتفت بصورة كافية إلى المناشط والمحافل
المدرسية المختلفة ، وتوجيهها تربويًا .
فمتى سنشهد التفاتاً من قبل الإعلام التربوي إلى غايته الأساسية ، حتى
نصل إلى المرجو من إنشاء هذه الإدارات ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق