الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

الإعلام التربوي ومجالات العمل المدرسي

سعيد بن حيدرة :
بنبذها لمفهوم المنهج التقليدي ، المقتصر على تقديم العلوم ،  والمعارف ، وتبنيها لمفهوم جديد ، يقدم للطالب مجموعة متنوعة من الخبرات المرتبطة بالطالب ومجتمعه ، داخل المدرسة وخارجها ، بهدف تحقيق النمو الشامل والمتكامل في كل جوانبه : الجسمية ، والعقلية ، والنفسية ، والاجتماعية لم يعد التربويون ينظرون للمدرسة كمكان يتلقى فيه المعارف والعلوم حسب ؛ بل تجاوزت دورها التقليدي هذا ، وشرعت في عملية تنموية كبيرة ومستمرة ، محورها الطالب ( ذكرًا كان أو أنثى ) ،  وغايتها تهيئته للمشاركة في نمو مجتمعه وازدهاره في ضوء أهداف تربوية محددة .
وتحتاج العملية التربوية التنموية والقائمين على رعايتها وتنفيذها - من منسوبي المدرسة - إلى الاهتمام بتوجيهها وتطويرها وتشجيعها من قبل جهات إعلامية قادرة على استخدام وسائل الاتصال المختلفة بشكل ينسجم مع الأهداف التربوية والتعليمية للمدرسة ، مستغلة في ذلك وجه الشبه القائم بين التربية والإعلام ، حيث يهدف كلاهما لخدمة المجتمع وتنويره بما هو أصلح لأفراده ، وكلاهما - إن أحسن استخدامه - يهدف إلى المحافظة على القيم والمبادئ التي يسعى المجتمع لتثبيتها والمحافظة عليها ، والحرص على ثقافة المجتمع وخصوصيته من أن تذوب في الثقافات الخارجية ، وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجه المجتمع ، والسعي إلى استمرارية التعليم من أجل خلق أجواء مثمرة للعيش في المجتمع الواحد .
وأعتقد أن الحاجة لتقوية العلاقة بين التربية والإعلام دفع بوزارة التربية والتعليم إلى إنشاء إدارة تعنى بشؤون الإعلام التربوي ، لكي تسهم في تحقيق أهداف التربية والتعليم ، فالإعلام التربوي : يركز في رسالته على أركان العملية التعليمية : المدرسة ، المنهج ، المعلم ، الطالب ، ولي الأمر ،  والمساهمة في التعريف بأدوارها في العملية التعليمية ، وواجباتها وحقوقها ، وطرح مشكلاتها ، ومعالجتها إعلاميًا .
وينبغي لهذه الإدارة أن تقوم بدور أساسي في المجالات المختلفة للعمل المدرسي ، سعيًا وراء توجيهها وتطويرها وتشجيعها ، وذلك تحقيقًا للهدف العام الذي حددته لها الرؤية الجديدة للإعلام التربوي والمتمثل في : " توظيف وسائل الاتصال والإعلام في إشاعة المفاهيم والقيم الإيجابية ، وتوصيل الاتجاهات إلى أفراد المجتمع ، والتعريف بالوزارة وأنشطتها ومنجزاتها ، ومتابعة التغذية المجتمعية الراجعة ، للإفادة من ملاحظات ومقترحات المجتمع".
ويبدو أن دور الإعلام التربوي بإدارات التربية والتعليم تجاه العمل المدرسي بمجالاته المختلفة ( الإدارة المدرسية – المنهج – المعلم – الطالب – ولي الأمر ) مازال يكتنفه قدر لا يستهان به من العشوائية والغموض ؛ لأن هذه الإدارات لم تدرك بعد أهمية الخدمات الإعلامية والتوثيقية والإنمائية المقدمة لمدارس التعليم العام في إدارات التربية والتعليم المختلفة من قبل وحدات الإعلام التربوي فيها ، وبالتالي لم تعمل على زيادة الاهتمام ، ورفع فعاليتها في تقديم هذه الخدمة .
 وبالرغم من قيام إدارة الإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم بجهود طيبة بالتعاون مع وسائل الإعلام الخارجية ، إلا أنها قصرت في دورها تجاه المدارس ، ولم تلتفت بصورة كافية إلى المناشط والمحافل المدرسية المختلفة ، وتوجيهها تربويًا .
فمتى سنشهد التفاتاً من قبل الإعلام التربوي إلى غايته الأساسية ، حتى نصل إلى المرجو من إنشاء هذه الإدارات ؟؟؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...