الخميس، 9 أكتوبر 2014

شعراء طلقوا زوجاتهم ثم بكوا حسرة عليهن

سعيد بن حيدرة :


الطلاق في الإسلام هو انفصال الزوجين عن بعضهما البعض ، وطريقته أن ينطق الرجل السليم العقل كلمة الطلاق أو (يمين الطلاق) أمام زوجته في حضورها أو ينطقها أمام القاضي في غيابها وفق شريعة الإسلام وأغلب مذاهبه.
هكذا يعرف الطلاق في كتب الفقه ، ويبوبون له أبواباً ، وأحكاماً ، ويختلفون هل الأصل فيه الإباحة أم غيرها ، أما علماء الاجتماع فينظرون إليه من وجهة أخرى ، ويبحثون في آثاره النفسية على الزوجين والأولاد والمجتمع .

وفي كتب الأدب يبحث الأدباء عن شعراء جربوا هذه المصيبة وسجلوا اعترافاتهم ، للعبرة ، أو لروعة تصوير نفسية المطلق حين لم يعد بيده إعادة ما قطعه .
ولعل أبا قطيفة واسمه : عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط ويكنى أبا الوليد قد جرب هذه المحنة فطلق زوجته ، ثم تزوجت رجلاً آخر من أهل العراق فندم بعد أن رحل بها الرجل فقال :
فيا أسفا لفرقة أم عمرو   *** ورحلة أهلها نحو العراق 
فليس إلى زيارتها سبيل  *** ولا حتى القيامة من تلاقي 
وعل الله يرجعها إلينا     *** بموت من حليل أو طلاق
فأرجع شامتاً وتقر عيني *** ويجمع شملنا بعد افتراق 


والفرزدق وهو شاعر من شعراء العصر الأموي واسمه همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي وكنيته أبو فراس فصور ندمه أجمل تصوير ، وشبه نفسه بالكسعي الذي اتخذ قراراً من غير روية ، فعض أصابعه ندماً على ذلك الفعل المتعجل فقال :

نَدِمْتُ نَدَامَــةَ الكُسَـعِيّ لَمّــا ***  غَدَتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها***  كَآدَمَ حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كَفاقىءٍ عَيْنَيْهِ عَمْداً   *** فَأصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ
وَلا يُوفي بحبِّ نَوَارَ عِنْدِي،***  وَلا كَلَفي بهَا إلاّ انْتِحَارُ
وَلَوْ رَضِيتْ يَدايَ بهَا وَقَرّتْ** لَكَانَ لهَا عَلى القَدَرِ الخِيَارُ
وَمَا فَارَقْتُهَا شِبَعاً، وَلَكِنْ  ***  رَأيْتُ الدّهْرَ يَأخُذُ مَا يُعَارُ
وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه ومعناها الرغيف ، ولد الفرزدق في كاظمة لبني تميم ، اشتهر بشعر المدح والفخر وشعر الهجاء. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...