الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

إعراب قوله تعالى : إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ

سعيد بن حيدرة :

قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)
هذه الآية من الآيات التي أثيرت حولها عدد من المشكلات ، وحاول بعضهم إثارة شبهة وجود خطأ نحوي في قوله - تعالى -: { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } [طه: 63] ، إذ زعموا أن الآية يجب أن تكون : ( إن هذين لساحران ) ؛ لأن " هذين " اسم ( إن ) ويجب أن يُنصَب بالياء ، ولما ورد بالألف في الآية فهو مرفوع ، وهذا خطأ ؛ لأنه لا يجوز أن يُرفع اسم " إن " ، ولكي تتضح الصورة سنتتبع قراءة هذه الآية لنصل إلى التخريج المناسب لها .
كيف قرأت هذه الآية ؟
قرأ أبو عمرو إن هذين لساحران بتشديد الحرف الداخل على الجملة ، وبالياء في اسم الإشارة على إعمال إن عملها المعروف ، وهو نصب الاسم ورفع الخبر ورويت هذه القراءة عن عثمان وعائشة وغيرهما من الصحابة ، وبها قرأ الحسن وسعيد بن جبير والنخعي وغيرهم من التابعين ، وبها قرأ عاصم الجحدري وعيسى ابن عمر كما حكاه النحاس، وهذه القراءة موافقة للإعراب الظاهر، مخالفة لرسم المصحف فإنه مكتوب بالألف.
وقرأ الزهري والخليل بن أحمد والمفضل وأبان وابن محيصن وابن كثير وعاصم في رواية حفص عنه إن هذان بتخفيف إن على أنها نافية ، وهذه القراءة موافقة لرسم المصحف وللإعراب ، وقرأ ابن كثير مثل قراءتهم إلا أنه يشدد النون من « هذان » . وقرأ المدنيون والكوفيون وابن عامر إن هذان بتشديد إن وبالألف ، فوافقوا الرسم وخالفوا الإعراب الظاهر.
توجيه هذه القراءة :
وقال بعض النحويين ذلك كما نقلها النحاس وابن الأنباري على لغة بني الحارث بن كعب وخثعم ، وكنانة ، يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف ، ومنه قول الشاعر :
فأطْرَقَ إطْرَاقَ الشُّجاعِ وَلَوْ رَأى ... مَساغا لِناباه الشُّجاعُ لصَمما
وقول الآخر:
إن أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
إعرابها :
إن : مخففة من الثقيلة ومهملة .
وهذان : اسم اشارة للمثنى في محل رفع مبتدأ . واللام الفارقة  بين إن النافية والمخففة من الثقيلة.

وساحران : خبر هذان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...