سعيد بن حيدرة :
اللهو مصدر للفعل لها
بالشيء لهواً : لعب به . واللهو موضع اللهو .
جاء في سورة الأنبياء
في قوله تعالى : ( لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا
إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ )(17)
قال الطبري رحمه الله
في تأويل هذه الآية : لو أردنا أن نتخذ زوجة وولدا لاتخذنا ذلك من عندنا ، ولكنا لا
نفعل ذلك ، ولا يصلح لنا فعله ولا ينبغي ، لأنه لا ينبغي أن يكون لله ولد ولا صاحبة
.
واللهو في الآية كما
قال الحسن : اللهو : المرأة . وقال قتادة
: اللهو بلغة أهل اليمن : المرأة . وقال السدي : وهو في المرأة أظهر لأن الوطء يسمى
لهوا في اللغة ، والمرأة محل الوطء .
وقال السعدي رحمه الله
: { لو أردنا أن نتخذ لهوا } على الفرض والتقدير المحال { لاتخذناه من لدنا } أي :
من عندنا { إن كنا فاعلين } ولم نطلعكم على ما فيه عبث ولهو ، لأن ذلك نقص ومثل سوء
، لا نحب أن نريه إياكم ، فالسماوات والأرض اللذان بمرأى منكم على الدوام ، لا يمكن
أن يكون القصد منهما العبث واللهو ، كل هذا تنزل مع العقول الصغيرة وإقناعها بجميع
الوجوه المقنعة ، فسبحان الحليم الرحيم ، الحكيم
في تنزيله الأشياء منازلها .
و مما يرجح هذا التفسير
أقصد تفسير اللهو بالمرأة ما جاء موافقاً لما في الشعر الجاهلي فامرؤ القيس يقول وقد
عيرته امرأة بالكبر ، وأنه شاخ عن اللهو
ألا زعمت بسباسة اليوم
أنني كبرت وأن لا يشهد اللهو أمثالي
وبسباسة امرأة من بني
أسد ، قال في الصحاح : وقد يكنى باللهو عن الجماع ، ولذلك رد عليها في البيت الثاني
:
بلى رب يوم قد لهوت
وليلة بآنسة كأنها خط تمثال
فالآنسة المرأة التي
تأنس بحديثك ، والخط الكتابة ، والتمثال الصورة .
وفي الآية رد صريح على
النصارى لما قالوا في المسيح وأمه ما قالوا رد الله عليهم بهذا وقال : ( لاتخذناه من
لدنا ) لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجته يكونان عنده ، لا عند غيره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق