الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

ما معنى اللهو في قوله تعالى : ( لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ) ؟

سعيد بن حيدرة : 
اللهو مصدر للفعل لها بالشيء لهواً : لعب به . واللهو موضع اللهو .
جاء في سورة الأنبياء في قوله تعالى : ( لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ )(17)
قال الطبري رحمه الله في تأويل هذه الآية : لو أردنا أن نتخذ زوجة وولدا لاتخذنا ذلك من عندنا ، ولكنا لا نفعل ذلك ، ولا يصلح لنا فعله ولا ينبغي ، لأنه لا ينبغي أن يكون لله ولد ولا صاحبة .
واللهو في الآية كما قال  الحسن : اللهو : المرأة . وقال قتادة : اللهو بلغة أهل اليمن : المرأة . وقال السدي : وهو في المرأة أظهر لأن الوطء يسمى لهوا في اللغة ، والمرأة محل الوطء .
وقال السعدي رحمه الله : { لو أردنا أن نتخذ لهوا } على الفرض والتقدير المحال { لاتخذناه من لدنا } أي : من عندنا { إن كنا فاعلين } ولم نطلعكم على ما فيه عبث ولهو ، لأن ذلك نقص ومثل سوء ، لا نحب أن نريه إياكم ، فالسماوات والأرض اللذان بمرأى منكم على الدوام ، لا يمكن أن يكون القصد منهما العبث واللهو ، كل هذا تنزل مع العقول الصغيرة وإقناعها بجميع الوجوه المقنعة ،  فسبحان الحليم الرحيم ، الحكيم في تنزيله الأشياء منازلها .
و مما يرجح هذا التفسير أقصد تفسير اللهو بالمرأة ما جاء موافقاً لما في الشعر الجاهلي فامرؤ القيس يقول وقد عيرته امرأة بالكبر ، وأنه شاخ عن اللهو
ألا زعمت بسباسة اليوم أنني     كبرت وأن لا يشهد اللهو أمثالي
وبسباسة امرأة من بني أسد ، قال في الصحاح : وقد يكنى باللهو عن الجماع ، ولذلك رد عليها في البيت الثاني :
بلى رب يوم قد لهوت وليلة    بآنسة كأنها خط تمثال

فالآنسة المرأة التي تأنس بحديثك ، والخط الكتابة ، والتمثال الصورة .
وفي الآية رد صريح على النصارى لما قالوا في المسيح وأمه ما قالوا رد الله عليهم بهذا وقال : ( لاتخذناه من لدنا ) لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجته يكونان عنده ، لا عند غيره .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...