![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg8bNmd152GihYbbFzVfcxcgyaaizcI-8OISiR0r1mfoRy1Q2_VRN7_PazpOke4rEm2C99mXkcMuzsHKFeRoCPBzqeMAG-weF5e9A-8Z7IMTWHiXqNbF0LZwfPN1oWgHapx40JPef4AaM0/s1600/saeed.jpg)
( كَبُرَتْ
كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ) (5)
هذه الآية الخامسة من سورة الكهف ، تقرأ في كل أسبوع ، فهل نعرف معنى الآية
، ولماذا نصبت هذه الكلمة ، وهل اتفق القراء على نصبها أم هناك من قرأها بالرفع ؟
دارت هذه الأسئلة في ذهني قديماً ، وإن لم تكن بهذا التوسع ، إذ كان همي مركزاً لمعرفة إعرابها فقط .
أولاً : القراءة :
قال الطبري رحمه الله تعالى : اختلفت القراء في قراءة
ذلك ، فقرأته عامة قراء المدنيين والكوفيين والبصريين : (كبرت كلمة) بنصب كلمة بمعنى
: كبرت كلمتهم التي قالوها كلمة على التفسير ، كما يقال : نعم رجلا عمرو ، ونعم الرجل
رجلا قام ، ونعم رجلا قام . وكان بعض نحويي أهل البصرة يقول : نصبت كلمة لأنها في معنى
: أكبر بها كلمة ، كما قال جل ثناؤه (وساءت مرتفقا) .
وذكر عن بعض المكيين
أنه كان يقرأ ذلك : (كبرت كلمة) رفعا ، كما يقال : عظم قولك وكبر شأنك . وإذا قرئ ذلك
كذلك لم يكن في قوله (كبرت كلمة) مضمر، وكان صفة للكلمة.
والصواب من القراءة
في ذلك عندي ، قراءة من قرأ : (كبرت كلمة) نصبا لإجماع الحجة من القراء عليها ، فتأويل
الكلام : عظمت الكلمة كلمة تخرج من أفواه هؤلاء القوم الذين قالوا : اتخذ الله ولدا
، والملائكة بنات الله.
إعرابها :
كبرت : فعل ماض لإنشاء
الذم ، والتاء علامة التأنيث والفاعل ضمير مستتر يعود على مقالتهم المختلقة وهي قولهم
اتخذ الله ولدا أي كبرت مقالتهم .
وكلمة : تمييز والكلام
مبني على أسلوب التعجب كأنه قيل : ما أكبرها كلمة وجملة تخرج نعت لكلمة ومن أفواههم
متعلقان بتخرج .
ويجوز أن يكون الفاعل
ضميرا مفسرا بنكرة وهي كلمة المنصوبة على التمييز فيكون الكلام للذم المحض ويكون المخصوص
بالذم محذوفاً تقديره هي أي الكلمة وكلا الوجهين مستقيم سائغ .
قال الزمخشري : وكلمة :
بالنصب على التمييز والرفع على الفاعلية ، والنصب أقوى وأبلغ . وفيه معنى التعجب ،
كأنه قيل : ما أكبرها كلمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق