الأربعاء، 31 أغسطس 2016

علم ولقب : البعيث


اسمه خداش بن لبيد . كنيته : أبو مالك .
خطيب من فحول الشعراء في العصر الأموي ، سنة ولادته وسنة وفاته مجهولتان . أمه أصبهانية تدعى وردة .
سبب التسمية :
وإنما سمي البعيث لقوله :
تبعثَ مني ما تبعثَ بعدما ... أمرتْ قواي ، واستمرَّ عزيمي
أي: أبصرت عزمي ، فمضيت على ما أعزم عليه . لأنه إنما قال الشعر وقد أسن ، وحنّكته التجارب.
هو أحد من هاجوا جريراً من الشعراء ، وكلاهما من قبيلة تميم ، إلا أن البعيث من بني مجاشع وجرير من بني كليب بن يربوع، فحينما وقع التهاجي بين جرير وغسّان السّليطي اليربوعي دخل البعيث بينهما، وكانت بينه وبين بني سَليط صلة رحم ، فانتصر لغسّان وفضّل رهطه على رهط جرير، وقال شعراً يعرّض فيه بجرير وقومه ، فلما بلغت مقالته جريراً غضب وسارع إلى هجائه بأبيات تهدّده فيها وعيّره بأمّه الأصبهانية ، فلمّا بلغت الأبيات البعيث نقضها بأبيات على وزنها
وقافيتها فخر فيها بقومه بني مجاشع وبوقائعهم في الجاهلية والإسلام .
واستطار الهجاء بينهما ، وكان في هذا الهجاء إفحاش في اللفظ وهتك للعورات ، وقد قال البعيث
في هجاء جرير شعراً مقذعاً من نحو قوله:
ألستَ كُليبيّاً إذا سِيم خَطّةً   ***  أقرّ كإقرار الحليلة للبَعْلِ
وكلُّ كُلَيبيّ صحيفةُ وجهه   ***  أذلُّ لأقدام الرِّجال من النَّعلِ
ولكنَّ جريراً كان أطول باعاً منه في الهجاء وسرعان ما ظهر تفوقه عليه.
كان البعيث من فحول شعراء العصر الأموي وإن لم يكن ندّاً لجرير والفرزدق ، وقد وصفه ابن سلاّم بقوله : « كان البعيث شاعراً فاخر

الكلام، حُرَّ اللفظ » ، وجعله في الطبقة الثانية من شعراء الإسلام ، على أنه لم يصل من شعره إلا القليل، وجُلّه في الهجاء وأعقب أولاداً منهم مالك وبكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...