قال الحريري رحمه
الله :
وَمن خَصَائِص لُغَة
الْعَرَب إِلْحَاق الْوَاو فِي الثَّامِن من الْعدَد ، كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآن :
{ التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بِالْمَعْرُوفِ والناهون
عَن الْمُنكر} ، وكما قَالَ سُبْحَانَهُ : {سيقولون ثَلَاثَة رابعهم كلبهم وَيَقُولُونَ
خَمْسَة سادسهم كلبهم رجماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَة وثامنهم كلبهم} .
وَمن ذَلِك أَنه جلّ
اسْمه لما ذكر أَبْوَاب جَهَنَّم ذكرهَا بِغَيْر وَاو ، لِأَنَّهَا سَبْعَة ، فَقَالَ
: { حَتَّى إِذا جاؤوها فتحت أَبْوَابهَا } ، وَلما ذكر أَبْوَاب الْجنَّة ألحق بهَا
الْوَاو لكَونهَا ثَمَانِيَة ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : { حَتَّى إِذا جاؤوها وَفتحت
أَبْوَابهَا } ، وَتسَمى هَذِه الْوَاو وَاو الثَّمَانِية.
وَمِمَّا يَنْتَظِم
أَيْضا فِي إقحام الْوَاو مَا حَكَاهُ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج ، قَالَ : سَأَلت أَبَا
الْعَبَّاس الْمبرد عَن الْعلَّة فِي ظُهُور الْوَاو فِي قَوْلنَا : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ
وَبِحَمْدِك.
فَقَالَ : إِنِّي قد
سَأَلت أَبَا عُثْمَان الْمَازِني عَمَّا سَأَلتنِي عَنهُ ، فَقَالَ: الْمَعْنى سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك سبحتك.
درة الغواص صفحة :
31
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق