ذكر الرازي في كتابه مفاتيح الغيب مقصدية استخدام لفظ أصحاب ، ولم يستخدم لفظ ملاك في سورة الفيل فقال ضمن أسئلته :
السؤال السادس : لم
قال : بأصحاب الفيل ولم يقل : أرباب الفيل أو ملاك الفيل؟
الجواب : لأن الصاحب
يكون من الجنس ، فقوله : بأصحاب الفيل يدل على أن أولئك الأقوام كانوا من جنس الفيل
في البهيمية وعدم الفهم والعقل ، بل فيه دقيقة وهي : أنه إذا حصلت المصاحبة بين شخصين
فيقال : للأدون إنه صاحب الأعلى ، ولا يقال للأعلى إنه صاحب الأدون ، ولذلك يقال :
لمن صحب الرسول عليه السلام : إنهم الصحابة .
فقوله : بأصحاب الفيل يدل على أن أولئك الأقوام كانوا
أقل حال وأدون منزلة من الفيل ، وهو المراد من قوله تعالى : بل هم أضل [الأعراف:
179] .
ومما يؤكد ذلك أنهم
كلما وجهوا الفيل إلى جهة الكعبة كان يتحول عنه ويفر عنه ، كأنه كان يقول : لا طاعة
لمخلوق في معصية الخالق عزمي حميد فلا أتركه «1» وهم ما كانوا يتركون تلك العزيمة الردية
فدل ذلك على أن الفيل كان أحسن حالا منهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق