الخميس، 1 سبتمبر 2016

الفلسطيني «حسام».. يجمع القمح فناً ويرسم سنابله لوحة

متابعة صحيفة النبأ :
لم تُنجب فلسطين الشاعر الراحل محمود درويش وحده ليتغنى بالقمح وسنابله في دواوينه الشعرية ، بل كانت ولاَّدة لآخرين تفننوا بخيرات الأرض فأبدعوا صُنعاً ، مثلما فعل حسام عدوان ابن قطاع غزة الذي حوَّل سنابل القمح إلى لوحات فنية.
فـ(درويش) ابن قرية البروة شمالي فلسطين ، أبدع بالقمح شعراً ، فقال في إحدى قصائده « إنّا نحبّ الورد لكنّا نحبّ القمح أكثر.. ونحبّ عطر الورد لكن السنابل منه أطهر.. اقبض على عنق السنابل مثلما عانقت خنجر»، أما عدوان، فنسج من عيدان سنابله (القش) لوحات تلمع ذهباً في فن من نوع مختلف، لكنه يجسد للفنان نفسه قضية.
داخل منزله الكائن بمدينة رفح جنوبي القطاع ، يتخذ عدوان من إحدى غرفه مرسماً للوحاته التي زينت جدران المكان.
على منضدة صغيرة بدأ يرص عيدان سنابل القمح داخل أحرف كلمات آية قرآنية، خطّها بيده على ورقة كرتونية بيضاء، سريعاً ما تحولت إلى لوحة ذهبية أنيقة.
وللوهلة الأولى تبدو اللوحة وكأنها صُنعت داخل ماكينات حديثة، لكن ما أن تقترب منها وتتمعن فيها، تكتشف احترافية أنامل الإنسان في صف وترتيب أعواد السنابل في أبهى حلتها.
ساعات طويلة يقضيها حسام متنقلاً بين لوحاته المرصوصة بقش القمح، منها ما هي آيات قرآنية كُتبت بالخط العربي، أو مجسمات متنوعة من الطبيعة، وشخصيات مشهورة.
لا يأبه حسام للإرهاق الذي يعتريه خلال تلك الساعات ، كيف لا وهو الذي بدأ يعشق هذا الفن منذ الصغر كما يقول: «تجربتي بالرسم بالقش بدأت منذ سِنٍ مبكرة، أنتجت لوحات قليلة وبإطار محدود، لكن الآن أصنع كل شيء يروق لي».
ويرى الرسام الفلسطيني أن هذا النوع من الفن «شيء جديد يرغبه الجميع لما فيه من إبراز الجانب الإبداعي والجمالي»، مشيراً إلى أنه أيضاً «فن نادر ومن الصعب إيجاد شخص يتقنه بالشكل الصحيح المتقن».
كما أن «الرسم بقش القمح ليس سهلاً، ويحتاج إلى مجهود كبير وممارسة مستمرة، وسنوات طويلة من الخبرة لإتقانه».
وللوقوف على طريقته في هذا الفن يأتي حسام بورق ويرسم عليه ما يجول في خاطره بقلم رصاص، ثم يضع عيدان القش المخمرة بالماء سابقاً على الخطوط المرسومة على لوحته، ويبدأ بالقص بشكل دقيق مستخدماً المقص والشفرة الحادة، من ثم يضع الغراء اللاصق على الورقة، وبعد ذلك يثبت قشة القمح، مع إمكانية تلوين حسب الرغبة.
وعلى قدر الحماس الذي يظهره الرسام من خلال محاولته توفير حاضنة لكل موهوب ليخوض فكرته في هذا المجال، كما يقول، إلا أنه يشتكي من إهمال كبير من الجهات الرسمية بحق كل الفنانين، رغم أنه يرى أن الفن يمثل «قدراً كبيراً في التعبير عن القضية الفلسطينية».

ويضيف «كل سنبلة من القمح أقطفها من حدود غزة تجسد قضيتي»، لاسيما وأنه «لايتوفر لي الحصول على القش إلا في يوم حصاد المزارعين للقمح من على الحدود (مع (إسرائيل)، وهو اليوم الذي يوافق 30 من مايو من كل عام».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...