هناك فرق بين التواتر
والتتابع ، فالتتابع أن الأشياء دون فصل ، أما التواتر ، فتأتي حالاً بعد حال بينهما
مدة قد تطول أو تقصر ؛ لذلك عد الحريري في درة الغواص استخدام التتابع بمعنى التواتر
من أوهام الغواص فقال : ( وَيَقُولُونَ للمتتابع : متواتر فيوهمون فِيهِ لِأَن الْعَرَب
تَقول : جَاءَت الْخَيل متتابعة ، إِذا جَاءَ بَعْضهَا فِي إِثْر بعض بِلَا فصلٍ ،
وَجَاءَت متواترة، إِذا تلاحقت وَبَينهَا فصل، وَمِنْه قَوْلهم: فعلته متواترا، أَي
حَالا بعد حَال، وشيئا بعد شَيْء.
وَمِمَّا يُؤَيّد مَا
ذكرنَا من معنى التَّوَاتُر قَوْله تَعَالَى : { ثمَّ أرسلنَا رسلنَا تترا } ، وَمَعْلُوم
مَا بَين كل رسولين من الفترة وتراخي الْمدَّة.
وروى عبد خير ، قَال
َ: قلت لعَلي رَضِي الله عَنهُ : إن عَليّ أَيَّامًا من شهر رَمَضَان ، أفيجوز أَن
أقضيها مُتَفَرِّقَة قَالَ : اقضها إِن شِئْت متتابعة ، وَإِن شِئْت تترى.
قَالَ : فَقلت : أَن
بَعضهم قَالَ: لَا تُجزئ عَنْك إِلَّا متتابعة ، فَقَالَ : بلَى تُجزئ تترى ، لِأَنَّهُ
قَالَ عز وَجل : { فَعدَّة من أَيَّام أخر } وَلَو أرادها متتابعة لبين التَّتَابُع
كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ : { فَصِيَام شَهْرَيْن مُتَتَابعين } .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق