سعيد بن حيدرة :
قال تعالى : ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي
لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) (21) الأعراف
هذه الآية جزء من
قصة آدم ، مع إبليس ، وهي تبين طريقة القرآن التصويرية في استخدام الألفاظ ،
فاستخدام لفظ : قاسمهما أي : أقسم لهما بالله { إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ
} أي : من جملة الناصحين حيث قلت لكما ما قلت . فلماذا لم يستخدم الفعل : أقسم ،
واستخدم : قاسم الذي يدل على المفاعلة ، أي : حصول القسم من الطرفين ؟
في توجيه الآية
وجهان :
1.
( وَقاسَمَهُما ) :
أقسم لهما ، والمفاعلة هنا ليست على بابها بل للمبالغة .
2.
بقاء الفعل على باب
المفاعلة كما قرر الزمخشري ، كأنه قال أقسم لكما أني لمن الناصحين ، وقالا له : أتقسم
بالله أنك لمن الناصحين ؟ فجعل ذلك مقاسمة بينهم .
و فاغترا بذلك ، وغلبت
الشهوة في تلك الحال على العقل . والأول أجمل ، وأروع في أداء المعنى ، وأشبه بهدف
القرآن في تصوير المعاني . والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق