الاثنين، 2 فبراير 2015

قاسمها : لماذا عدل القرآن عن أقسم إلى قاسم ؟

سعيد بن حيدرة :
قال تعالى : ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) (21) الأعراف
هذه الآية جزء من قصة آدم ، مع إبليس ، وهي تبين طريقة القرآن التصويرية في استخدام الألفاظ ، فاستخدام لفظ : قاسمهما أي : أقسم لهما بالله { إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ } أي : من جملة الناصحين حيث قلت لكما ما قلت . فلماذا لم يستخدم الفعل : أقسم ، واستخدم : قاسم الذي يدل على المفاعلة ، أي : حصول القسم من الطرفين ؟
في توجيه الآية وجهان :
1.    ( وَقاسَمَهُما ) : أقسم لهما ، والمفاعلة هنا ليست على بابها بل للمبالغة .
2.    بقاء الفعل على باب المفاعلة كما قرر الزمخشري ، كأنه قال أقسم لكما أني لمن الناصحين ، وقالا له : أتقسم بالله أنك لمن الناصحين ؟ فجعل ذلك مقاسمة بينهم .

و فاغترا بذلك ، وغلبت الشهوة في تلك الحال على العقل . والأول أجمل ، وأروع في أداء المعنى ، وأشبه بهدف القرآن في تصوير المعاني . والله أعلم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...