( وَطَفِقَا
يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ )
بعد المقاسمة في
الآية السابقة صدقا ما قلا لهم عدو الله ، وعدوهما ، فعندها تمت الخدعة وآتت ثمرتها المرة . لقد أنزلهما الشيطان بهذا
الغرور من طاعة الله إلى معصيته ، فأنزلهما إلى مرتبة دنيا : ولقد شعرا الآن أن لهما
سوآت ، تكشفت لهما بعد أن كانت مواراة عنهما . فراحا يجمعان من ورق الجنة ويشبكانه
بعضه في بعض « يخصفان » ويضعان هذا الورق المشبك على سوآتهما- مما يوحي بأنها العورات
الجسدية التي يخجل الإنسان فطرة من تعريها ، ولا يتعرى ويتكشف إلا بفساد في هذه الفطرة
.
إنه روعة التصوير
من خلال الدقة في اختيار الفعل الدال على ذلك ، ففعل الشروع ( طفق ) يجسد كثيراً
من الصور ، وارتباطه بخبره : الجملة الفعلية : يخصفان أوصلا صورة ذلك الخصف ؛
ليسترا عوراتهما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق