سعيد بن حيدرة :
فَانْكِحُوا ما طابَ
لَكُمْ مِنَ النِّساءِ
في هذه الآية فن التغليب
، فقد قال : فانكحوا ما طاب لكم ، ولم يقل « من » كما هو المتبادر في استعمال « من
» للعاقل و « ما » لغير العاقل تغليبا .
وهذا سر بديع تقيس عليه ما يرد منه. وحاولت أن
أتتبع ما قيل في كتب التفسير عن استعمال ، فوجدت الوجوه الآتية :
إنما قال : ما طاب ولم
يقل : من طاب لوجوه :
1.
أنه أراد به الجنس تقول
: ما عندك ؟ فيقول رجل أو امرأة ، والمعنى ما ذلك الشيء الذي عندك ، وما تلك الحقيقة
التي عندك .
2.
أن ( ما )
مع ما بعده في تقدير المصدر ، وتقديره : فانكحوا الطيب من النساء . قاله الفراء .قال
النحاس : وهذا بعيد جدا.
3.
أن « ما »
و « من » ربما يتعاقبان . قال تعالى : والسماء وما بناها [ الشمس: 5] وقال : ولا أنتم
عابدون ما أعبد [الكافرون: 2] وحكى أبو عمرو بن العلاء : سبحان ما سبح له الرعد ، وقال
: فمنهم من يمشي على بطنه [ النور: 45 ] .
4.
إنما ذكر
« ما » تنزيلا للإناث منزلة غير العقلاء . ومنه : قوله : إلا على أزواجهم أو ما ملكت
أيمانهم [المعارج: 30] .
5.
وقيلَ :
« ما » ظرفيةٌ ، أي : ما دُمْتُم تستحسنُون النِّكَاحَ ، وضعفه ابن عطية. وفي تضعيفه نَظَرٌ، فتأمَّله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق