الثلاثاء، 10 فبراير 2015

رأي أبي هلال العسكري في أهمية تعلم علم البلاغة

سعيد بن حيدرة :
كتاب الصناعتين من الكتب التي ينبغي العناية بها ، وقد أعجبني كلام أبي هلال في مقدمته عن أهمية علم البلاغة فقال :
" وقد علمنا أنّ الإنسان إذا أغفل علم البلاغة ، وأخلّ بمعرفة الفصاحة لم يقع علمه بإعجاز القرآن من جهة ما خصّه الله به من حسن التأليف ، وبراعة التركيب ، وما شحنه به من الإيجاز البديع ، والاختصار اللطيف ؛ وضمنّه من الحلاوة ، وجلّله من رونق الطّلاوة ، مع سهولة كلمه وجزالتها ، وعذوبتها وسلاستها ، إلى غير ذلك من محاسنه التي عجز الخلق عنها ، وتحيّرت عقولهم فيها.
فينبغي من هذه الجهة أن يقدّم اقتباس هذا العلم على سائر العلوم بعد توحيد الله تعالى ومعرفة عدله والتصديق بوعده ووعيده على ما ذكرنا ؛ إذ كانت المعرفة بصحة النبوة تتلو المعرفة بالله جل اسمه.

ولهذا العلم بعد ذلك فضائل مشهورة ، ومناقب معروفة ؛ منها أنّ صاحب العربية إذا أخلّ بطلبه، وفرّط في التماسه ، ففاتته فضيلته ، وعلقت به رذيلة فوته ، عفّى على جميع محاسنه ، وعمّى  سائر فضائله ؛ لأنه إذا لم يفرق بين كلام جيّد ، وآخر ردئ ؛ ولفظ حسن ، وآخر قبيح ؛ وشعر نادر ، وآخر بارد ، بان جهله ، وظهر نقصه ."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...