سعيد بن حيدرة :
كتاب الصناعتين من
الكتب التي ينبغي العناية بها ، وقد أعجبني كلام أبي هلال في مقدمته عن أهمية علم
البلاغة فقال :
" وقد علمنا أنّ
الإنسان إذا أغفل علم البلاغة ، وأخلّ بمعرفة الفصاحة لم يقع علمه بإعجاز القرآن من
جهة ما خصّه الله به من حسن التأليف ، وبراعة التركيب ، وما شحنه به من الإيجاز البديع
، والاختصار اللطيف ؛ وضمنّه من الحلاوة ، وجلّله من رونق الطّلاوة ، مع سهولة كلمه
وجزالتها ، وعذوبتها وسلاستها ، إلى غير ذلك من محاسنه التي عجز الخلق عنها ، وتحيّرت
عقولهم فيها.
فينبغي من هذه الجهة
أن يقدّم اقتباس هذا العلم على سائر العلوم بعد توحيد الله تعالى ومعرفة عدله والتصديق
بوعده ووعيده على ما ذكرنا ؛ إذ كانت المعرفة بصحة النبوة تتلو المعرفة بالله جل اسمه.
ولهذا العلم بعد ذلك
فضائل مشهورة ، ومناقب معروفة ؛ منها أنّ صاحب العربية إذا أخلّ بطلبه، وفرّط في التماسه
، ففاتته فضيلته ، وعلقت به رذيلة فوته ، عفّى على جميع محاسنه ، وعمّى سائر فضائله ؛ لأنه إذا لم يفرق بين كلام جيّد ،
وآخر ردئ ؛ ولفظ حسن ، وآخر قبيح ؛ وشعر نادر ، وآخر بارد ، بان جهله ، وظهر نقصه ."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق