الأربعاء، 11 فبراير 2015

دلالة : يرتع ويلعب في قوله تعالى : أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ

سعيد بن حيدرة :
أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ
هذه الآية ذكر الله فيها خبر أخوة يوسف لما أحكموا العزم ذكروا هذا الكلام وأظهروا عند أبيهم أنهم في غاية المحبة ليوسف وفي غاية الشفقة عليه ، وكانت عادتهم أن يغيبوا عنه مدة إلى الرعي فسألوه أن يرسله معهم وقد كان يعقوب عليه السلام يحب تطييب قلب يوسف فاغتر بقولهم وأرسله معهم.
دلالة يرتع ويلعب :
أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً إلى الصحراء يَرْتَعْ أي يتسع في أكل الفواكه ونحوها فإن الرتع هو الاتساع في الملاذ وَيَلْعَبْ بالاستباق والتناضل ونحوهما مما يكون الغرض منه تعلم المحاربة مع الكفار وإنما سموه لعباً لأنه في صورته .
ويلاحظ من يتصفح كتب التفاسير أنهم يغفلون دلالة استخدام هذا الفعل ، ويصرفون جهدهم في كيف يلعبون وهم أنبياء ؟ ويحيبون أنهم لم يكونوا يومئذ أنبياء وايضا جاز أن يكون المراد من اللعب الإقدام على المباحات لأجل انشراح الصدر كما روى عنه عليه السلام أنه قال لجابر رضى الله عنه ( فهلا بكراً ) أي فهلا تزوجت بكرا (تلاعبها وتلاعبك) قال ابو الليث لم يريدوا به اللعب الذي هو منهى عنه وانما أرادوا به المطايبة في المزاح في غير مأثم.
والمتأمل في دلالة الفعل يعرف أن المراد هو إقناع يعقوب عليه السلام ، حتى يرسله معهم ، أي : يحصل له الراحة الجسمية والنفسية ، والمحب لمن يحب مطيع ، فقد كان يعقوب يحب يوسف ، ويرجو راحته ، وهذا منفذ استغله إخوته إقناعه بإرساله معهم .

والتعبير يرسم بكلماته وعباراته كل ما بذلوه ليتدسسوا به إلى قلب الوالد المتعلق بولده الصغير الحبيب، الذي يتوسم فيه أن يكون الوارث لبركات أبيه إبراهيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...