الاثنين، 29 سبتمبر 2014

احذر سهماً ريشه الكحل

سعيد بن حيدرة :

العين تملك قدرة هائلة على التدمير ، والاختراق ، والتغلل إلى سويداء القلب ، فلا يملك حراكاً ، ولذلك قالوا : من كثُرت لحظاته دامت حسراته . وقال بعض الحكماء : ربَّ حربٍ جُنيت من لفظة وربَّ عشق غُرس من لحظة .
وأدب النظر ، وتأثيره على القلوب كثير في الأدب العربي إذ تفننوا في ذلك قالوا :

وكنتَ متى أرسلتَ طرفكَ رائداً ... لقلبكَ يوماً أتبعتكَ المناظرُ
وقال العديل بن الفرج العجلي: 

وإذا جلينَ خدودهنَّ أرَيْننا ... حدقَ المها وأخذنَ نبلَ القاتلِ
فرَمَيْنا لا يستترنَ بجُنَّةٍ ... إلاَّ الصِّبى وعلمنَ أينَ مَقاتلي
وقال جرير بن عطية :
               إنَّ العـيونَ التي في طرفِها مرضٌ ... قتلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانا 

يصرعنَ ذا اللُّبِّ حتَّى لا حراكَ بهِ ... وهنَّ أضعفُ خلقِ اللهِ أركانا

أما جميل بن معمر العذري فقد جسد هذا المعنى :

رمتْني بسهمٍ ريشهُ الكحلُ لمْ يضرْ ... ظواهرَ جلدي فهوَ في القلبِ جارِحي 

فهل لديك قدرة على تحمل الصدمات ؟ ، وتملك قلباً من حجر لا تؤثر في العيون النواعم ، أم أنك ضعيف توثر فيه النظرات وتردد مع جميل رمتني بسهم ، أم تبقى في السلامة وتقول كما قال الله : ‏‏قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } . وتحوز السلامة والرضا من الله عز وجل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...