السبت، 27 سبتمبر 2014

الدامغة أو الدماغة قصيدة جرير الخطفي

سعيد بن حيدرة :

هكذا سمى جرير الخطفي قصيدته التي هجا بها الراعي والفرزدق ، فقد كان عبيد الراعي قد فضل الفرزدق على جرير بناء على طلب عرادة الراعي الذي كان نديماً للفرزدق فقال : 
يا صاحبي دنا الأصيل فسيرا ... غلب الفرزدق في الهجاء جريرا
فلما علم جرير قال له يا أبا جندل إني وابن عمي يعني الفرزدق نستب صباحاً ومساء فادعني وصاحبي ، فلم يستمع إليه فقال جرير : أما والله لأثقلن رواحلك ، ثم أقبل إلى منزله ، وقال لروايته : زد في دهن سراجك الليلة ، وأعدد لوحاً ودواة ، فأقبل على هجاء بني نمير حتى وصل إلى قوله :
فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعباً بلغت ولا كلاباً 
فقال : حسبك أطفئ سراجك ونم . ثم أتمها وغدا إلى سوق الإبل فأنشدها الراعي حتى وصل إلى قوله :
إذا غضبت عليك بنو تميم    ...  حسبت الناس كلهم غضابا
فغض الطرف إنك من نمير ...  فلا كعباً بلغت ولا كلاباً 
فقال الراعي لابنه : يا غلام بئسما كسبنا قومنا ، فقام من ساعته وقال لأصحابه : ركابكم ، فليس لكم ههنا مقام ، فضحكم جرير . فقال له بعضهم : ذلك بشؤمك .
ويقال أن امرأة مرت على بعض فتيان بن نمير فأداموا النظر إليها ، وقال بعضهم هي رشحاء أي كثيرة العرق ، فالتفت إليهم ، وقالت : قبحكم الله يا بني نمير لم تسمعموا في أحد الناصحين : لم تسمعموا قول الله عز وجل : ‏{‏‏قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } . ولا قول الشاعر :
فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعباً بلغت ولا كلاباً 
وهذه القصيدة تسميها العرب الفاضحة ، وسماها جرير الدامغة أو الدماغة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...