سعيد بن حيدرة :
لماذا يعبث
التلاميذ والطلاب بأثاث المدرسة ؟ سؤال قد يجد له الباحثون في الجوانب التربوية
والنفسية جواباً ، ويبرر له بضعف القيم التربوية لدى التلاميذ ، وأولها ضعف الولاء
للمجتمع المدرسي ، واعتبار المدرسة سجناً ، وهو علامة على عدم الرضا عن البيئة
المدرسية .
لكن أن يتطور هذا
العبث ليصل إلى أماكن مرتفعة كالسقوف والمرواح فهذا يعد رسالة قوية ينبغي أن نقف أمامها
بشيء من التحليل ، فالمدرسة لا تستطيع أن تحقق رغبات التلاميذ ، وهي بالنسبة لهم
مكان كئيب يدعو إلى الرغبة في تخريبه .
والصورة التي أمامنا لمدرسة صلاح الدين بحديبوه ،
ويبدو فيها إبداع التلاميذ في التخريب ، والتفنن في التشكيل . وهذا نظراً للحشو
الموجود في مدارسنا مع أنني لا أبرر لهذا الفعل ، ولكن الحقيقة ينبغي أن تقال .
فلا أنشطة تفرغ شحنات التلاميذ ، وتصقل مواهبهم ، وإنما حشو في حشو يسقم تطلعات
التلاميذ نحو المستقبل ، ويجعلهم يبحثون عن وسيلة لمعاقبة هذا المجتمع الذي لا
يلبي رغباتهم في تعلم يساير نظريات العلم الحديث ، ويكسبهم مهارات تنفعهم في سوق
العمل ويصر على حشوهم بمعارف عفا عليها الزمن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق