الخميس، 28 أغسطس 2014

معلم الصف بمدرسة الحصين ( حجر )

سعيد عبد الله بن حيدرة :
بعض معلمي الصف الأول يخجلك ، ويجعلك تحتقر نفسك نعم أقولها بصدق هذا ما حدث لي وأنا في جولات التوجيه دخلت مع أحد معلمي الصف الأول بناء على طلب الأستاذ : محمد سالم الديني مدير التوجيه سابقاً ( حفظه الله تعالى ) لم أكن قبلها قد خضت تجربة الصفوف ( 1 – 3) ، فوجدت معلماً يتفوق على ذاته ؛ فهو دائم العطاء ، ذكي ، متجدد ، خرج من دائرة التلقين إلى فضاء الإبداع والإبهار، يغلف كل هذا بحب صادق فيستميل الصغير ويكسب ثقته قبل وِده . فتمنيت أن أكون مثله لقد أوتي حظاً كبيراً من الصبر .
كثير من معلمي الصف على هذه الشاكلة ، ولكننا نظن فيهم السوء ، ونحملهم أخطاء كل الحلقات التعليمية التي بعده ، فمن لا يصدق فليجرب الدخول مع بعضهم ، وليحضر حصة ، قد تجده متواضعاً في ملبسه ، غير متبحر في ثقافته ، ولكنه فارس ميدانه مثل هذا المعلم الذي شهدت معه حصة بمدرسة عمار بن ياسر بالحصين بحجر .
معلم الصف الأول ـ شئنا أم أبينا ـ سيبقى مهندس النجاح للعملية التعليمية والتربوية برمتها ، والرقم الأصعب في الميدان التربوي ؛ فهو الذي يضع لبنة أولى لبناء كامل فإن صلحت هذه اللبنة صلح البناء كله ، وإن شابها نقصٌ أو ضعف فسنجني بناء متهالكا لن تجدي معه محاولات الترميم .
من المؤسف أن نجد في الميدان التربوي من لا يدرك هذه الحقيقة ؛ فتُسند هذه المرحلة المهمة لمعلم ينقصه الكثير ليكون معلما للصف الأول الابتدائي ؛ فلهذا المعلم مقومات أساسية لا يمكن التنازل عنها ، ولن يصلح الحال بالتغاضي عن جلها أو كلها .

 من حقك علينا معلم الصف الأول ألا نوازن بك أحداً ، وأن نعطيك حقوقك كاملة ، فإذا فعلنا ذلك كسبنا الرهان ، وعندها فقط يحق لنا أن نقول بأننا على الطريق الصحيح .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  وقفة بلاغية : وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) اخت...